نحو العُلا يا شيبة الإســلام ِ =
وإلى جوار الناصـر العلاّم ِ
ياسين إن قتلوك في غدرٍ فكم = قتلوا نبيّا في نهارٍ
دامي !!
قدرٌ عليك بأن تعيش مجاهــدا = وتموت فينا ميتة
الضرغامِ
دمك المعطّـر للبريّة منهـج = للنصر شبَّ عليه كلُّ
غلام ِ
ياسينُ يا لحناً تضوّع بالفـدا = يا قصّةً للعزم ِ
والإقدام ِ
عارٌ علينا أن يجول بها العدا = أو يهنأ الباغي بطيب
مقامِ
يا مَعْـلَما.. يا رايةً خفّـاقةً = تعدُ الأعادي
بالمصير الدامي
زادوا شـقا، والله زادك رفعةً = ولبستَ للجنّات خير
وسامِ
روحي الفدا فاسمع نشيدك من دمي = وانظر دموعك من
صميم عظامي
أحرى بمثلك أن يموت مكرّمـا = لا أن تموت على الحرير
الشامي
البائعـون على اللعاع تهافتـوا = باعوا تراب القدس
بيع لئام
والمدعوّن على الحطــام تكالبوا = واقتـدت أنت كتائب
القسّـام ِ
والسائرون على الطريق تساقطوا = فصبرتَ صبر المؤمن
المتسامي
في همّـة ٍ علـويّةٍ لم يَثنــها = ضعفُ الأشــلِّ
ولا لظى الآلامِ
فلئن نحلتَ فكم جسومٍ أُتخمـت = وعقولُها عــارٌ على
الأجسامِ!!
ولئن شُللتَ فقد شَلَلْتَ زعيمةً = عملاقها قزمٌ من
الأقــزامِ
ياسين يا زلزالُ فتكٍ في العدا = هُدمت عليه منابرُ
الحاخامِ
ياسينُ يا شيخ البسالة والعلا = يا قدوةً لجحافل
الإســلامِ
في صوتك المبحوح صدقُ عزيمةٍ = أقوى من الآلات
والألغـامِ
و لشجو نصحك هِـزّةٌ قدسيّةٌ = تحيي الضمائر من دجى
الأوهامِ
ولنور وجهك مشرقٌ متهلّلُ = كالصبح يطوي لجّة
الإظلامِ
عبّأت للجنـات ألـف كتيبةٍ = وصفعت وجه البغي
والإجرامِ
ولسانُ حالك: عيشةٌ أبديّـة = في جنّة الأرواح
والأجســامِ
يا كم هتفت.. وفي هتافك عزّةٌ = كالشهبِ كالبركانِ
كالأَجْرامِ:
"يا ويل أعداء الكرامة والتـقى = فالنصرُ حولي
والجنانُ أمامي
الحقُّ يذهبُ في عوالمـنا سدى = ما لم يُحط بصرامة
الصمصام ِ
لاترقبوا في مجلس الخون الهدى = فالكيدُ في سلطانه
المتعامي
والله ما حفظ العدو حقوقنـا = إلا كحفظ الذئب
للأغنـامِ
أحيوا الجهاد فلا حياة لأمـةٍ = عاشت على التزييف
والأوهامِ
شدّوا الوثاق فلا بقاء لأمـةٍ = لبست ثياب الذلّ
والإرغامِ
لغةُ الرصاص هي الخلاص إنْ انكرت = نورَ الحقائقِ
أعينُ الأقــوامِ
والأرض تُحمى بالسلاح وبالدما = لا تحتمى بالكُتْبِ
والأقـلامِ
هي كرّةٌ أو فرّةٌ.. وشهــادةٌ = لا سهرةٌ أو رحلةُ
استجمامِ!!
هي ركعة أو سجدةٌ.. أودعـوةٌ = لا رقصةٌ أو في كؤوس
مُدام!!"
ياسين أنت لنا مدارسُ رفعـةٍ = للدين.. للأخلاق..
للأعلامِ
ياسينُ مثل الغيث ينبتُ بهجـةً = ياسينُ مثل الروح
في الأجسامِ
لم تخش من أعدادهم وعتادهم = في ليل رعبٍ أو نهار
زحـامِ
يا كم تطلبت الشهادة حقبـةً = فاهنأ بها وبنُزْلهـا
المتسـامي
ولكم فضحت على المنابر كيدهم = وأمطت بالآيات كل
لثـامِ
وصرخت صرخة مؤمن متفائلٍ = بفؤاد مذكـارٍ وقلب
عصامي:
"الله مكتفلٌ برميـةِ من رمـى = لكن سؤالُ الدهر:
أين الرامي؟!"
وصرخت: "ياقوم السلامُ خديعةٌ = ياقومِ ليس سلامهم
بسلامِ "
هدموا البيوت على رؤوس طفولةٍ = وتعبثوا بالشيب
والأيتـامِ
بقروا بطون المؤمنات.. فلا صدى = وتفننوا في الفتك
والإيلامِ
يا أمتي ما الصمت في زمن الردى؟! = والصمتُ يقتلُ
هيبة الضرغامِ
ماذا أُسطّر والجراحُ رواعـفٌ = والحادثاتُ عـلامةُ
استفهامِ
والراجمات تشق صـدر بحارنا = أبراجها في البحر
كالأعلامِ
وغدا الفضاءُ قذائفا وقنـابلا = وصواعقا تهوي بغير
غمـامِ
ودماؤنا بين الشعوب رخيصةٌ = وجسور أقصانا ركام
ركامِ!!
وتظاهرُ الأعداء شاهدُ محنةٍ = تزجي به الأيام
للأيامِ..
ووقفتَ تستجدي الرجال بحسرةٍ = وتتوق في ولهٍ إلى
الأرقـام!!
مليار.. لو نفخوا على أعدائنا = لرأى الزمانُ تهافت
الأصنامِ
مليار.. لو بصقوا على أعدائنا = لعلا المسيل ُ ذوائب
الأوجامِ
مليار.. لو صدقوا الإله بدعوةٍ = لأجابهم ذو الجود
والإكرامِ
أين الرشيدُ وأين رايات الهدى = أم نحن في ضغثٍ من
الأحلامِ؟!
أين النفوس النافرات إلى العلا = ماذا الخنوعُ إلى
دنا الأوهام؟!
يا أمة الإسلام قومي وارفعي = شكر الورى وتحيّة
الأيامِ
لمجاهدٍ ورد الحمام على الطوى = والعين لم تحفل بطعم
منامِ
قد كان آخر عهده تسبيـحةً = ودعاء أوّاهٍ وطـول
قيامِ
يا ليت قلبي دون قلبك جُنّـةً = وعلى ثغور المسلمين
رمامي
أرخصت روحك للجنان تشوّقا = وشحذت سهمك بالدعاء
الظامي
وبلغت قصدك.. والشهادةُ مولدٌ = هذا أوانُ تنعّـمٍ
وسـلامِ
سيظلُّ ذكرُك للجهــاد منارةً = وعرى تجمّعنا وعهدا
سامي
ستـظلُ حيّا في ضمـائر أمتي = وشعار إقدامٍ لكلّ
هُمـامِ
ستظل للأحـرار شيخا ملهما = ليُقام َ شرع الله ِ خير
قيامِ
تمضي النفوسُ وإن تطاول عيشها = لكن ستبقى عزّةُ
الإسلام ِ!!
هذي مشاعرُ مهجـةٍ محروقةٍ = وإليك أشواقي وطيبَ
سلامي