|
وقد رأيت أن ألحق بالكتاب ذيلاً أسرد فيه بدع الحج ، وزيارة المدينة المنورة
، وبيت المقدس(1)، لأن كثيراً من الناس لا يعرفونها فيقعون
فيها ، فأحببت أن أزيدهم نصحاً ببيانها والتحذير منها ، ذلك لأن العمل لا
يقبله الله تبارك وتعالى إلا إذا توفر فيه شرطان اثنان :
الأول :
أن يكون خالصاً لوجهه عز وجل .
والآخر :
أن يكون صالحاً ، ولا يكون صالحاً إلا إذا كان موافقاً للسنة غير مخالف لها ،
ومن المقرر عند ذوي التحقيق من أهل العلم ، أن كل عبادة مزعومة لم يشرعها لنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله ، ولم يتقرب هو بها إلى الله بفعله فهي
مخالفة لسنته ، لأن السنة على قسمين :
سنة فعلية ، وسنة تركية ، فما تركه صلى الله عليه وسلم من تلك العبادات فمن
السنة تركها ، ألا ترى مثلاً ، أن الأذان للعيدين ولدفن الميت مع كونه ذكراً
وتعظيماً لله عز وجل لم يجز التقرب به إلى الله عز وجل ، وما ذلك إلا لكونه
سنة تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد فهم هذا المعنى أصحابه صلى
الله عليه وسلم ، فكثر عنهم التحذير من البدع تحذيراً عاماً كما هو مذكور في
موضعه ، حتى قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : (( كل عبادة لم
يتعبدها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها )) .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : (( اتبعوا ولا تبتدعوا ، فقد كفيتم ، عليكم
بالأمر العتيق )) .
فهنيئاً لمن وفقه الله للإخلاص له في عبادته ، واتباع سنة نبيه صلى الله عليه
وسلم ، ولم يخالطها ببدعة ، إذاً فليبشر بتقبل الله عز وجل لطاعته ، وإدخاله
إياه في جنته . جعلنا الله من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
واعلم أن مرجع البدع المشار إليها إلى
أمور :
الأول :
أحاديث ضعيفة لا يجوز الاحتجاج بها ولا نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم
، ومثل هذا لا يجوز العمل به عندنا على ما بينته في مقدمة (( صفة صلاة النبي
صلى الله عليه وسلم )) ، وهو مذهب جماعة من أهل العلم كابن تيمية وغيره .
الثاني :
أحاديث موضوعة ، أو لا أصل لها ، خفي أمرها على بعض الفقهاء ، فبنوا عليها
أحكاماً هي من صميم البدع و محدثات الأمور ! .
الثالث :
اجتهادات واستحسانات صدرت من بعض الفقهاء ، خاصة المتأخرين منهم ، لم يدعموها
بأي دليل شرعي ، بل ساقوها مساق المسلمات من الأمور ، حتى صارت سنناً تتبع !
ولا يخفى على المتبصر في دينه ، أن ذلك مما لا يسوغ اتباعه ، إذ لا شرع إلا
ما شرعه الله تعالى ، وحسب المستحسن ـ إن كان مجتهداً ـ أن يجوز له هو العمل
بما استحسنه ، وأن لا يؤاخذه الله به ، أما أن يتخذ الناس ذلك شريعة وسنة فلا
، ثم لا . فكيف وبعضها مخالف للسنة العملية كما سيأتي التنبيه عليه إن شاء
الله تعالى ؟
الرابع :
عادات وخرافات لا يدل عليها الشرع ، ولا يشهد لها عقل ، وإن عمل بها بعض
الجهال واتخذوها شرعة لهم ، ولم يعدموا من يؤيدهم ، ولو قي بعض ذلك ممن يدعي
أنه من أهل العلم ، ويتزيا بزيهم .
ثم ليعلم أن هذه البدع ليست خطوتها في نسبة واحدة ، بل هي على درجات ، فبعضها
شرك وكفر صريح كما سترى ، وبعضها دون ذلك ، ولكن يجب أن يعلم أن أصغر بدعة
يأتي الرجل بها في الدين هي محرمة بعد تبين كونها بدعة ، فليس في البدع ـ كما
يتوهم بعضهم ـ ما وهو في رتبة المكروه فقط ، كيف ورسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول :
(( كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار )) أي صاحبها .
وقد حقق هذا أتم تحقيق الإمام الشاطبي رحمه الله في كتابه العظيم (( الاعتصام
)) ولذلك فأمر البدعة خطير جداً ، لا يزال أكثر الناس في غفلة عنه ، ولا يعرف
ذلك إلا طائفة من أهل العلم ، وحسبك دليلاً على خطورة البدعة قوله صلى الله
عليه وسلم :
(( إن الله احتجر التوبة عن كل صاحب بدعة ، حتى يدع بدعته )) . رواه الطبراني
والضياء المقدسي في (( الأحاديث المختارة )) وغيرهما بسند صحيح ، وحسنه
المنذري(2) .
وأختم هذه الكلمة بنصيحة أقدمها إلى القراء من إمام كبير من علماء المسلمين
الأولين ، وهو الشيخ حسن بن علي البَرْبَهاري من أصحاب الإمام أحمد رحمه الله
المتوفى سنة ( 329 ) ، قال رحمه الله تعالى : (( واحذر من صغار المحدثات ؛
فإن صغار البدع تعود حتى تصير كباراً ، وكذلك كل بدعة أحدثت في هذه الأمة كان
أولها صغيراً يشبه الحق ، فاغتر بذلك من دخل فيها ، ثم لم يستطيع المخرج منها
، فعظمت ، وصارت ديناً يدان به ، فانظر رحمك الله كل من سمعت كلامه من أهل
زمانك خاصة فلا تعجلن ، ولا تدخل في شيء منه حتى تسأل وتنظر : هل تكلم
فيه أحد من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم أو أحد من العلماء ؟ فإن أصبت
أثراً عنهم فتمسك به ، ولا تجاوزه لشيء ، ولا تختر عليه شيء ، فتسقط في النار
.
واعلم رحمك الله أنه لا يتم إسلام عبد حتى يكون متبعاً ونصدقاً مسلماً ، فمن
زعم أنه قد بقي شيء من أمر الإسلام لم يكفوناه أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقد كذبهم ، وكفى بهذا فرقة وطعناً عليهم ، فهو مبتدع ضال مضل ، محدث في
الإسلام ما ليس فيه )) .
قلت : ورحم الله الإمام مالك حيث قال : (( لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح
به أولها ، فما لم يكن يومئذ ديناً ، لا يكون اليوم ديناً )) .
وصلى الله على نبينا القائل : (( ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وقد
أمرتكم به ، وما تركت شيئاً يبعدكم عن الله ، ويقربكم إلى النار ، إلا وقد
نهيتكم عنه )) .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
بدع ما قبل الإحرام
1 ـ
الإمساك عن السفر في شهر صفر ، وترك ابتداء الأعمال فيه من النكاح والبناء
وغيره .
2 ـ
ترك السفر في محاق الشهر ، وإذا كان القمر في العقرب .
3 ـ
ترك تنظيف البيت وكنسه عقب السفر المسافر .
4 ـ
صلاة ركعتين حين الخروج إلى الحج ، يقرأ في الأولى بعد الفاتحة و{ قل يا أيها
الكافرون } ، وفي الثانية ( الإخلاص ) فإذا فرغ قال : (( اللهم بك انتشرت ،
وإليك توجهت .... )) ويقرأ آية الكرسي ، وسورة الإخلاص ، ةالمعوذتين وغير ذلك
مما جاء في بعض الكتب الفقهية .
5 ـ
صلاة أربع ركعات .
6 ـ
قراءة المريد للحج إذا خرج من منزله آخر سورة ( آل عمران ) وآية الكرسي و {
أنا أنزلناه } و ( أم الكتاب ) ، بزعم أن فيها قضاء حوائج الدنيا والآخرة .
7 ـ
الجهر بالذكر والتكبير عند تشييع الحجاج
وقدومهم .
8 ـ
الأذان عند توديعهم .
9 ـ
المحمل والاحتفال بكسوة الكعبة(3) .
10 ـ
توديع الحجاج من قبل بعض الدول بالموسيقى ! .
11 ـ
السفر وحده أنسا بالله تعالى كما يزعم بعض الصوفية ! .
12 ـ
السفر من غير زاد لتصحيح دعوى التوكل ! .
13 ـ
(( السفر لزيارة قبور الأنبياء والصالحين )) .
14 ـ
(( عقد الرجل على المرأة المتزوجة إذا عزمت على الحج ، وليس معها مَحْرَم ،
يعقد عليها ليكون معها كمحرم ))(4) .
15 ـ
مؤاخاة المرأة للرجل الأجنبي ليصير بزعمهما محرماً لها ، ثم تعامله كما تعامل
محارمها .
16 ـ
سفر المرأة مع عصبة من النساء الثقات ـ بزعمهن ـ بدون محرم ، ومثله أن يكون
مع إحداهن محرم ، فيزعمن أنه محرم عليهن جميعاً ! .
17 ـ
أخذ المكس(5) من الحجاج القاصدين لأداء فريضة الحج .
18 ـ
صلاة المسافر ركعتين كلما نزل منزلاً ، وقوله : اللهم أنزلني منزلاً مباركاً
وأنت خير المنزلين .
19 ـ
قراءة المسافر في كل منزل ينزله سورة الإخلاص ، إحدى عشرة مرة وآية الكرسي
مرة ، وآية { وما قدروا الله حق قدره } مرة .
20 ـ
الأكل من فَحا ( يعني البصل ) كل أرض يأتيها المسافر .
21 ـ
(( قصد بقعة يرجو الخير بقصدها ، ولم تستحب الشريعة ذلك ، مثل المواضع التي
يقال : إن فيها أثر النبي صلى الله عليه وسلم ، كما يقال في صخرة بيت المقدس
، ومسجد القدم قبليّ دمشق ، وكذلك مشاهد الأنبياء والصالحين ))(6)
.
22 ـ
(( شهر السلاح عند قدوم تبوك )) .
بدع الإحرام والتلبية
وغيرها
23 ـ
اتخاذ نعل خاصة بشروط معينة معروفة في بعض الكتب .
24 ـ
الإحرام قبل الميقات .
25 ـ
(( الاضطباع عند الإحرام )) .
26 ـ
التلفظ بالنية .
27 ـ
(( الحج صامتاً لا يتكلم )) .
28 ـ
(( التلبية جماعة في صوت واحد )) .
29 ـ
(( التكبير والتهليل بدل التلبية )) .
30 ـ
القول بعد التلبية : (( اللهم إني أريد الحج فيسره لي وأعني على أداء فرضه
وتقبله مني ، اللهم إني نويت أذاء فريضتك في الحج ، فاجعلني من الذين
استجابوا لك ..... )) .
31 ـ
(( قصد المساجد التي بمكة ، وما حولها ، غير المسجد الحرام ، كالمسجد الذي
تحت الصفا ، وما في سفح أبي قبيس ، ومسجد المولد ، ونحو ذلك من المساجد التي
بنيت على آثار النبي صلى الله عليه وسلم )) .
32 ـ
(( قصد الجبال والبقاع التي حول مكة ، مثل
جبل حراء ، والجبل الذي عند منى ، الذي يقال : إنه كان فيه الفداء ، ونحو ذلك
)) .
33 ـ
قصد الصلاة في مسجد عائشة بـ ( التنعيم ) .
34 ـ
(( التصلب أمام البيت ))(7) .
بدع الطواف
35 ـ
(( الغسل للطواف )) .
36 ـ
لبس الطائف الجورب أو نحوه لئلا يطأ على ذرق الحمام ، وتغطية يديه لئلا يمس
امرأة .
37 ـ
صلاة المحرم إذا دخل المسجد الحرام تحية المسجد(8) .
38 ـ
(( قوله : نويت بطوافي هذا الأسبوع كذا كذا )) .
39 ـ
(( رفع اليدين عند استلام الحجر كما يرفع للصلاة )) .
40 ـ
(( التصويت بتقبيل الحجر الأسود )) .
41 ـ
المزاحمة على تقبيله ، ومسابقة الإمام بالتسليم في الصلاة لتقبيله .
42 ـ
(( تشمير نحو ذيله عند استلام الحجر أو الركن اليماني )) .
43 ـ
(( قولهم عند استلام الحجر : اللهم إيماناً بك ، وتصديقاً بكتابك )) .
44 ـ
القول عند استلام الحجر : اللهم إني أعوذ بك من الكبر والفاقة ، مراتب الخزي
في الدنيا والآخرة .
45 ـ
(( وضع اليمنى على اليسرى حال الطواف )) .
46 ـ
القول قبالة باب الكعبة : اللهم إن البيت بيتك ، والحرم حرمك ، والأمن أمنك ،
وهذا مقام العائد بك من النار ، مشيراً إلى مقام إبراهيم عليه السلام .
47 ـ
الدعاء عند الركن العراقي : اللهم إني أعوذ بك من الشك والشرك ، والشقاق
والنفاق ، وسوء الأخلاق ، وسوء المنقلب في المال والأهل والولد .
48 ـ
الدعاء تحت الميزاب : اللهم أظلني في ظلك يوم
لا ظل إلا ظلك ... إلخ .
49 ـ
الدعاء في الرَّمَل : اللهم اجعله حجاً مبروراً ، وذنباً مغفوراً ، وسعياً
مشكوراً ، وتجارة لن تبور ، يا عزيز يا غفور .
50 ـ
وفي الأشواط الأربعة الباقية : رب اغفر وارحم ، وتجاوز عما تعلم ، إنك أنت
الأعز الأكرم .
51 ـ
تقبيل الركن اليماني .
52 ـ
(( تقبيل الركنين الشاميين والمقام واستلامهما )) .
53 ـ
(( التمسح بحيطان الكعبة والمقام )) .
54 ـ
التبرك بـ (( العروة الوثقى : وهو موضع عال من جدار البيت المقابل لباب البيت
، تزعم العامة أن من ناله بيده ، فقد استمسك بالعروة الوثقى )) .
55 ـ
(( مسمار في وسط البيت ، سموه سرَة الدنيا ، يكشف أحدهم عن سرته ويتبطح بها
على ذلك الموضع ، حتى يكون واضعاً سرته على سرة الدنيا )) .
56 ـ
قصد الطواف تحت المطر ، بزعم أن من فعل ذلك غفر له ما سلف من ذنبه .
57 ـ
التبرك بالمطر النازل من ميزاب الرحمة من الكعبة .
58 ـ
(( ترك الطواف بالثوب القذر )) .
59 ـ
إفراغ الحاج سؤره من ماء زمزم في البئر وقوله : اللهم إني أسألك رزقاً واسعاً
، وعلماً نافعاً ، وشفاء من كل داء ..
60 ـ
اغتسال البعض من زمزم .
61 ـ
(( اهتمامهم بزمزمة لحاهم ، وزمزمة ما معهم من النقود والثياب لتحل بها
البركة )) .
62 ـ
ما ذكر في بعض كتب أنه يتنفس في شرب ماء زمزم مرات ، ويرفع بصره في كل مرة
وينظر إلى البيت !
بدع السعي بين الصفا
والمروة
63 ـ
الوضوء لأجل المشي بين الصفا والمروة بزعم أن من فعل ذلك كتب له بكل قدم
سبعون ألف درجة !
64 ـ
(( الصعود على الصفا حتى يلصق بالجدار )) .
65 ـ
الدعاء في هبوطه من الصفا : اللهم استعملني بسنة نبيك ، وتوفني على ملته ،
وأعذني من مضلات الفتن ، برحمتك يا أرحم الراحمين .
66 ـ
القول في السعي : رب اغفر وارحم ، وتجاوز عما تعلم ، إنك أنت الأغر الأكرم ،
اللهم اجعله حجاً مبروراً ، أو عمرة مبرورة ، وذنباً مغفوراً ، الله أكبر
ثلاثاً ... إلخ9 .
67 ـ
السعي أربعة عشرة شوطاً بحيث يختم على الصفا .
68 ـ
(( تكرار السعي في الحج أوالعمرة )) .
69 ـ
(( صلاة ركعتين بعد الفراغ من السعي )) .
70 ـ
استمرارهم في السعي بين الصفا والمروة ، وقد أقيمت الصلاة حتى تفوتهم صلاة
الجماعة .
71 ـ
التزام دعاء معين إذا أتى مِنى كالذي في (( الإحياء )) ، (( اللهم هذه منِى
فامنن علي بما مننت به على أوليائك وأهل طاعتك )) . وإذا خرج منها : (( اللهم
اجعلها خير غدوة غدوتها قط . )) إلخ ...
بدع عرفة
72 ـ
الوقوف على جبل عرفة في اليوم الثامن ساعة من الزمن احتياطاً خشية الغلط في
الهلال .
73 ـ
(( إيقاد الشمع الكثير ليلة عرفة بمنى )) .
74 ـ
الدعاء ليلة عرفة بعشر كلمات ألف مرة : سبحان الذي في السماء عرشه ، سبحان
الذي في الأرض موطئه ، سبحان الذي في البحر سبيله ... إلخ .
75 ـ
(( رحيلهم في اليوم الثامن من مكة إلى عرفة رحلة واحدة )) .
76 ـ
(( الرحيل من منى إلى عرفة ليلاً )) .
77 ـ
(( إيقاد النيران والشموع على جبل عرفات ليلة عرفة )) .
78 ـ
الاغتسال ليوم عرفة .
79 ـ
قوله إذا قرب من عرفات ، ووقع بصره على جبل الرحمة : سبحان الله ، والحمد لله
، ولا إله إلا الله ، والله أكبر .
80 ـ
(( قصد الرواح إلى عرفات قبل دخول وقت الوقوف بانتصاف يوم عرفة )) .
81 ـ
(( التهليل على عرفات مئة مرة ، ثم قراءة سورة الإخلاص مئة مرة ، ثم الصلاة
عليه صلى الله عليه وسلم يزيد في آخرها : وعلينا معهم مئة مرة )) .
82 ـ
السكوت على عرفات وترك الدعاء .
83 ـ
(( الصعود إلى جبل الرحمة في عرفات )) .
84 ـ
(( دخول القبة التي على جبل الرحمة ، ويسمونها : قبة آدم ، والصلاة فيها ،
والطواف بها كطوافهم بالبيت )) .
85 ـ
(( اعتقاد أن الله تعالى ينزل عشية عرفة على جمل أورق ، يصافح الركبان ،
ويعانق المشاة )) .
86 ـ
خطبة الإمام في عرفة خطبتين يفصل بينهما بجلسة كما في الجمعة .
87 ـ
صلاة الظهر والعصر قبل الخطبة .
88 ـ
الأذان للظهر والعصر في عرفة قبل أن ينتهي الخطيب من خطبته .
89 ـ
قول الإمام لأهل مكة بعد فراغه من الصلاة في عرفة : أتموا صلاتكم فإنا قوم
سفر .
90 ـ
التطوع بين صلاة الظهر والعصر في عرفة .
91 ـ
تعيين ذكر أو دعاء خاص بعرفة ، كدعاء الخضر عليه السلام الذي أورده في ((
الإحياء )) وأوله : (( يا من لا يشغله شأن عن شأن ، ولا سمع عن سمع ... ))
وغيره من الأدعية ، وبعضها يبلغ خمس صفحات من قياس كتابنا هذا !
92 ـ
إفاضة البعض قبل غروب الشمس .
93 ـ
ما استفاض على ألسنة العوام أن وقفة عرفة يوم الجمعة تعدل اثنتين وسبعين حجة
!
94 ـ
(( التعريف الذي يفعله بعض الناس من قصد الاجتماع عشية يوم عرفة في الجوامع ،
أو في مكان خارج البلد ، فيدعون ، ويذكرون ، مع رفع الصوت الشديد ، والخطب
والأشعار ، ويتشبهون بأهل عرفة )) .
بدع المزدلفة
95 ـ
(( الإيضاع ( الإسراع ) وقت الدافع من عرفة
إلى مزدلفة )) .
96 ـ
الاغتسال للمبيت بمزدلفة .
97 ـ
استحباب نزول الراكب ليدخل مزدلفة ماشياً توقيراً للحرم .
98 ـ
التزام الدعاء بقوله إذا بلغ مزدلفة : اللهم إن هذه مزدلفة جمعت فيها ألسنة
مختلفة ، نسألك حوائج مؤتنفة .. إلخ ما في (( الإحياء )) .
99 ـ
ترك المبادرة إلى صلاة المغرب فور النزول في المزدلفة ، والانشغال عن ذلك
بلقط الحصى .
100 ـ
صلاة سنة المغرب بين الصلاتين ، أو جمعها إلى سنة العشاء والوتر بعد
الفريضتين كما يقول الغزالي .
101 ـ
زيادة الوقيد ليلة النحر و بالمشعر الحرام .
102 ـ
إحياء هذه الليلة .
103 ـ
الوقوف بالمزدلفة بدون بيات .
104 ـ
التزام الدعاء إذا انتهى إلى المشعر الحرام بقوله : اللهم بحق المشعر الحرام
، والبيت الحرام ، والركن والمقام ، أبلغ روح محمد منا التحية والسلام ،
وأدخلنا دار السلام يا ذا الجلال و الإكرام(10) .
105 ـ
قول الباجوري ( 318 ) : ويسن أخذ الحصى الذي يرميه يوم النحر من المزدلفة وهي
سبع والباقي من الجمرات تؤخذ من وادي محسِّر .
بدع الرمي
106 ـ
الغسل لرمي الجمار .
107 ـ
غسل الحصيات قبل الرمي .
108 ـ
التسبيح أو غيره من الذكر مكان التكبير .
109 ـ
الزيادة على التكبير قولهم : رغماً للشيطان وحزبه ، اللهم اجعل حجي مبروراً ،
وسعيي مشكوراً ، وذنبي مغفوراً ، اللهم إيماناً بكتابك ، واتباعاً لسنة نبيك
.
110 ـ
قول بعض المتأخرين : ويسن أن يقول مع كل حصاة عند الرمي : بسم الله ، والله
أكبر ، صدق الله وعده ... إلى قوله { ولو كره الكافرون } .
111 ـ
التزام كيفيات معينة للرمي كقول بعضهم : يضع طرف إبهامه اليمنى على وسط
السبابة ، ويضع الحصاة على ظهر الإبهام كأنه عاقد سبعين فيرميها .
وقال آخر : يحلق سبابته ويضعها على مفصل إبهامه كأنه عاقد عشرة .
112 ـ
تحديد موقف الرامي : أن يكون بينه وبين المرمى خمسة أذرع فصاعداً .
113 ـ
رمي الجمرات بالنعال وغيرها .
بدع الذبح والحلق
114 ـ
الرغبة عن ذبح الواجب من الهدي إلى التصدق بثمنه ، بزعم أن لحمه يذهب في
التراب لكثرته ، ولا يستفيد منها إلا القليل !(11)
115 ـ
ذبح بعضهم هدي التمتع بمكة قبل يوم النحر .
116 ـ
البدء بالحلق بيسار رأس المحلوق .
117 ـ
الاقتصار على حلق ربع الرأس .
118 ـ
قول الغزالي في (( الإحياء )) : (( والسنة أن يستقبل القبلة في الحق )) .
119 ـ
الدعاء عند الحق بقوله : الحمد لله على ما هدانا ، وأنعم علينا ، اللهم هذه
ناصيتي بيدك فتقبل مني ، ... )) إلخ .
120 ـ
الطواف بالمساجد التي عند الجمرات .
121 ـ
استحباب صلاة العيد بمنى يوم النحر .
122 ـ
ترك المتمتع السعي بعد طواف الإفاضة .
بدع متنوعة
123 ـ
الاحتفال بكسوة الكعبة .
124 ـ
كسوة مقام إبراهيم .
125 ـ
رابط الخرق بالمقام والمنبر لقضاء الحاجات .
126 ـ
كتابة الحجاج أسماءهم على عمد وحيطان الكعبة وتوصيتهم بعضهم بذلك .
127 ـ
استباحتهم المرور بين يدي المصلي في المسجد الحرام ومقاومتهم للمصلي الذي
يدفعهم .
128 ـ
مناداتهم لمن حج بـ (( الحاج )) .
129 ـ
الخروج من مكة لعمرة تطوع .
130 ـ
الخروج من المسجد الحرام بعد الطواف الوداع على القهقرى .
131 ـ
تبييض بيت الحجاج بالبياض ( الجير ) ونقشه بالصور ، وكتب اسم الحاج وتاريخ
حجه عليه .
بدع الزيارة في المدينة
المنورة
هذا ، ولما كان من السنة شد الرحل إلى
زيارة المسجد النبوي الكريم والمسجد الأقصى ـ أعاده الله إلى المسلمين قريباً
ـ لما ورد في ذلك من الفضل والأجر وكان الناس عادة يزورونهما قبل الحج أو
بعده ، وكان الكثير منهم يرتكبون في سبيل ذلك العديد من المحدثات والبدع
المعروفة عند أهل العلم ، رأيت من تمام الفائدة أن أسرد ما وقفت عليه منها
تبليغاً وتحذيراً ، فأقول :
132 ـ
قصد قبره صلى الله عليه وسلم بالسفر(12) .
133 ـ
إرسال العرائض مع الحجاج والزوار إلى النبي صلى الله عليه وسلم وتحميلهم
سلامهم إليه .
134 ـ
الاغتسال قبل دخول المدينة المنورة .
135 ـ
القول إذا وقع بصره على حيطان المدينة : اللهم هذا حرم رسولك ، فاجعله لي
وقاية من النار ، وأماناً من العذاب وسوء الحساب .
136 ـ
القول عند دخول المدينة : بسم الله وعلى ملة رسول الله : { رب أدخلني مدخل
صدق * وأخرجني مخرج صدق * وأجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً } .
137 ـ
إبقاء القبر النبوي في مسجده .
138 ـ
زيارة قبره صلى الله عليه وسلم قبل الصلاة في مسجده .
139 ـ
استقبال بعضهم القبر بغاية الخشوع واضعاً يمينه على يساره كما يفعل في الصلاة
، فريباً منه أو بعيداً عند دخول المسجد أو الخروج منه .
140 ـ
قصد استقبال القبر أثناء الدعاء .
141 ـ
قصد القبر للدعاء عنده رجاء الإجابة .
142 ـ
التوسل به صلى الله عليه وسلم إلى الله في
الدعاء .
143 ـ
طلب الشفاعة وغيرها منه .
144 ـ
قول ابن الحاج في (( المدخل )) ( 1 / 159 ) أن من الأدب :
(( أن لا يذكر حوائجه ومغفرة ذنوبه بلسانه عند زيارة قبره صلى الله عليه وسلم
لأنه أعلم منه بحوائجه ومصالحه )) !!
145 ـ
قوله أيضاً ( 1 / 264 ) : (( لا فرق بين موته عليه السلام وحياته في مشاهدته
لأمته ، ومعرفته بأحوالهم ونياتهم ، وتحسراتهم وخواطرهم )) !!
146 ـ
وضعهم اليد تبركاً على شباك حُجْر قبره صلى الله عليه وسلم وحلف بعضهم بذلك
بقوله : وحق الذي وضعت يدك شباكه ، وقلت : الشفاعة يا رسول الله !!
147 ـ
(( وتقبيل القبر أو استلامه أو ما يجاور
القبر من عود ونحوه ))(13) .
148 ـ
التزام صورة خاصة في زيارته صلى الله عليه وسلم ، وزيارة صاحبيه ، والتقيد
بسلام ودعاء خاص ، مثل قول الغزالي : (( يقف عند وجهه صلى الله عليه وسلم
ويستدبر القبلة ، ويستقبل جدار القبر .... ويقول : السلام عليك يا رسول الله
... )) فذكر سلاماً طويلاً ، ثم صلاة ودعاء نحو ذلك في الطول قريباً من ثلاث
صفحات(14) .
149 ـ
(( قصد الصلاة تجاه قبره )) .
150 ـ
(( الجلوس عند القبر وحوله للتلاوة والذكر )) .
151 ـ
قصد القبر النبوي للسلام عليه دبر كل صلاة(15) .
152 ـ
قصد أهل المدينة زيارة القبر النبوي كلما دخلوا المسجد أو خرجوا منه .
153 ـ
رفع الصوت عقب الصلاة بقولهم : السلام عليك يا رسول الله .
154 ـ
تبركهم بما يسقط مع المطر من قطع الدهان الأخضر من قبة القبر النبوي !
155 ـ
تقربهم بأكل التمر الصيحاني في الروضة الشريفة بين المنبر والقبر .
156 ـ
قطعهم من شعورهم ، ورميها في القنديل الكبير القريب من التربية النبوية .
157 ـ
مسح البعض بأيديهم النخلتين النحاسيتين الموضوعتين في المسجد غربي المنبر(16)
.
158 ـ
التزام الكثيرين الصلاة في المسجد القديم وإعراضهم عن الصفوف الأولى التي في
زيادة عمر وغيره .
159 ـ
التزام زوار المدينة الإقامة فيها أسبوع حتى يتمكنوا من الصلاة في المسجد
النبوي أربعين صلاة ، لتكتب لهم براءة من النفاق ، وبراءة من النار(17)
.
160 -
قصد شيء من المساجد والمزارات التي بالمدينة وما حولها
بعد مسجد النبي صلى الله عليه وسلم إلا مسجد قُباء .
161-
تلقين من يعرفون بــ " المزوِّرين " جماعات الحجاج بعض الأذكار والأوراد عند
الحجرة أو بعيداً عنها بالأصوات المرتفعة ، وإعادة هؤلاء ما لُقنوا بأصوات
أشد منها .
162-
زيارة البقيع كل يوم ، والصلاة في مسجد فاطمة رضي الله عنها .
163-
تخصيص يوم الخميس لزيارة شهداء أحد .
164-
ربط الخرق بالنافذة المطلة على أرض الشهداء .
165-
التبرك بالاغتسال في البركة التي كانت بجانب قبورهم .
166-
الخروج من المسجد النبوي على القهقرى عند الوداع .
بدع بيت المقدس
167 -
قصد زيارة بيت المقدس مع الحج وقولهم : قدس الله حجتك .
168 -
الطواف بقبة الصخرة تشبهاً بالطواف بالكعبة .
169 -
تعظيم الصخرة بأي نوع من أنواع التعظيم ، كالتمسح بها وتقبيلها ، وسوق الغنم
إليها لذبحها هناك ، والتعريف بها عشية عرفة ، والبناء عليها ن وغير ذلك .
170-
زعمه أن هناك على الصخرة أثر قدم النبي صلى الله عليه وسلم ، وأثر عمامته،
ومنهم من يظن أنه موضع قدم الرب سبحانه وتعالى .
171 -
زيارتهم المكان الذي يزعمون أنه مهد عيسى عليه السلام .
172 -
زعمهم أن هناك الصراط والميزان ، وأن السور الذي يضرب به بين الجنة والنار هو
ذلك الحائط المبني شرقي المسجد .
174 -
تعظيم السلسلة أو موضعها .
175 -
الصلاة عند قبر إبراهيم الخليل عليه السلام .
176 -
الاجتماع في موسم الحج لإنشاد الغناء ، والضرب بالدف في المسجد الأقصى .
وهذا آخر ما تيسر جمعه من بدع الحج
والزيارة ، أسأله تبارك وتعالى أن يجعل ذلك عوناً للمسلمين على اقتفاء أثر
سيد المرسلين ، والاهتداء بهديه .
و " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك " .
========
1) رده الله وسائر بلاد
المسلمين إليهم ، وألهمهم العمل بأحكام دينهم .
2) وهو مخرج في (( سلسلة الأحاديث الصحيحة )) ( 1620 ) .
3) وقد قضي على هذه البدعة والحمد لله منذ سنين ، ولكن لا
يزال في مكانها البدعة التي بعدها ، وفي الباجوري على ابن القاسم ( 1 / 41 )
:
(( ويحرم التفرج على المحمل المعروف ، وكسوة مقام إبراهيم ونحوه )) .
4) وهذا و الذي بعده من أخبث البدع لما فيه من الاحتيال على
الشرع والتعرض للوقوع في الفحشاء كما لا يخفى .
5) أي ضريبة الجمارك .
6) وقد صح عن عمر رضي الله عنه أنه رأى الناس في حجته
يبتدرون إلى مكان ، فقال : ما هذا ؟ فقيل : مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، فقال : هكذا هلك أصحاب الكتاب ، اتخذوا آثار أنبيائهم بيعاً ، من
عرضت له منكم فيها الصلاة فليصل ، وإلا فلا يصل .
7) وهو فيما يبدو مسح الوجه والصدر باليدين على الوجه
التصليب .
8) و إنما تحيته الطواف ، ثم الصلاة خلف المقام كما تقدم
عنه صلى الله عليه وسلم من فعله . وانظر (( القواعد النورانية )) لابن تيمية
( 101 ) .
9) نعم قد صح منه موقوفاً على ابن مسعود وابن عمر : رب اغفر
وارحم وأنت الأعز الأكرم كما تقدم ( الفقرة 55 ص 28 ) .
10) هذا الدعاء مع كونه محدثاً ففيه ما يخالف السنة ، وهو
التوسل إلى الله بحق المشعر الحرام والبيت .... ، وإنما يتوسل إليه تعالى
بأسمائه وصفاته ، وقد نص الحنفية على كراهية القول : اللهم إني أسألك بحق
المشعر الحرام ... إلخ كما في (( حاشية ابن عابدين )) وغيرها وانظر كتابنا ((
التوسل : أنواعه وأحكامه )) .
11) وهذا من أخبث البدع لما فيه من تعطيل الشرع المنصوص
عليه في الكتاب والسنة بمجرد الرأي ! مع أن المسؤول عن عدم الاستفادة التامة
منها إنما هم الحجاج أنفسهم ، لأنهم لا يلتزمون في الذبح توجيهات الشارع
الحكيم كما هو مبين في ( الأصل ) ( ص 87 ـ 88 ) .
12) والسنة قصد المسجد لقوله صلى الله عليه وسلم : (( لا
تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ... )) الحديث ، فإذا وصل إليه وصلي التحية
زار قبره صلى الله عليه وسلم .
ويجب أن يُعلم أن شد الرحل لزيارة قبره عليه الصلاة والسلام وغيره شيء ،
والزيارة بدون شد الرحل شيء آخر ، خلافاً لما شاع عند المتأخرين ، وفيهم بعض
الدكاترة ، من الخلط بينهما ، ونسبتهم إلى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
تعالى خصوصاً ، والسلفيين عموماً ؛ أنهم ينكرون مشروعية زيارة قبر الرسول صلى
الله عليه وسلم ، فهو إفك مبين . وراجع التفصيل إن شئت في ردنا على الدكتور
البوطي الذي نشر تباعاً في مقالات متسلسلة في مجلة (( التمدن الإسلامية )) .
ثم صدرت في رسالة خاصة بعنوان (( دفاع عن الحديث النبوي ... )) ، وقد أعيد
طبعها بالأوفست قريباً والحمد لله .
13) وقد أحسن الغزالي رحمه الله تعالى حين أنكر التقبيل
المذكور ، وقال ( 1 / 244 ) : (( إنه عادة النصارى واليهود )) . فهل من معتبر
؟! .
14) والمشروع هو : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله
وبركاته ، السلام عليك يا أبا بكر ، السلام عليك يا عمر ، كما كان ابن عمر
يفعل ، فإن زاد شيئاً يسيراً مما يلهمه ولا يلتزمه ، فلا بأس عليه إن شاء
الله تعالى .
15) وهذا مع كونه بدعة وغلواً في الدين ، ومخالفاً لقوله
عليه الصلاة والسلام :
(( لا تتخذوا قبري عيداً ، وصلوا علي حيثما كنتم ، فإن صلاتكم تبلغني )) ؛
فإنه سبب لتضييع سنن كثيرة ، وفضائل غزيرة ، ألا وهي الأذكار ، والأوراد بعد
السلام ، فإنهم يتركونها ويبادرون إلى هذه البدعة . فرحم الله من قال : ما
أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة .
16) ولا فائدة مطلقاً من هاتين النخلتين ، وإنما وضعتا
للزينة ، ولفتنة الناس ، وقد أزيلتا أخيراً والحمد لله .
17) والحديث الوارد في ذلك ضعيف لا تقوم به حجة ، وقد بينت
علته في (( السلسلة الضعيفة ـ 364 )) فلا يجوز العمل به لأنه تشريع ، لا سيما
وقد يتحرج من ذلك بعض الحجاج كما علمت ذلك بنفسي ، ظناً منهم أن الوارد فيه
ثابت صحيح ، وقد تفوته بعض الصلوات فيه ، فيقع في الحرج وقد أراحه الله منه .
وقد ذهب بعض الأفاضل إلى تقوية الحديث المشار إليه ، اعتماداً منه على توثيق
ابن حبان لأحد رواته المجهولين ، وهذا التوثيق مما لا يعتد به أهل العلم
بالجرح والتعديل ، ومنهم الفاضل المشار إليه نفسه ، كما صرح هو بذلك في رده
على الشيخ الغماري في مجلة (( الجامعة السلفية )) التي تصدر في الهند . وراجع
لهذا كتاب الشيخ عبد العزيز الربيعان في الرد عليه ، فإنه قد أجاد فيه وأفاد
، وبين فيه وهاء ما ذهب إليه من التقوية ، وتناقضه في ذلك .