|
يا حجاج بيت الله ..
هل تدرون أي نعمة حصلتم ؟ وأي خير أدركتم ؟ حينما خرجتم حجاجاً إلى بيت الله
الحرام .
يا حجاج بيت الله ..
هل تعلمون أي فضل نلتم عندما رحلتم لأداء هذا العمل العظيم ؟
يا حجاج بيت الله ..
هل تشعرون بمعنى قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : " والحج المبرور ليس له
جزاء إلا الجنة "
يا حجاج بيت الله ..
لو تعلمون معنى قوله تعالى : " يومئذ تحدث أخبارها " فتذكرون خطواتكم وممشاكم
بين تلك الفجاج والوهاد تصدحون بأجمل كلمة خرجت من الأفواه ( لبيك الله لبيك
.. لبيك لا شريك لك لبيك )
يا حجاج بيت الله ..
ما جزاء المنعم عليكم ؟ وما صنيع الشاكر منكم ؟
هب البعث لم تأتنا رسله ## وجاحمة النار لم تضرم
أليس من الواجب المستحق ## حياء العباد من المنعم
كان
وهيب بن الورد - رحمه الله - يسأل عن ثواب شيء من الأعمال كالطواف ونحوه ،
فيقول : تسألوا عن ثوابه ! ولكن سلوا
ما الذي على من وفِّق لهذا العمل من الشكر ، للتوفيق والإعانة عليه ؟!
إذا أنت لم تزدد على كل نعمة ## لمؤتيكها شكراً فلست بشاكر
إذا أنت لم تؤثر رضا الله وحده ## على كل ما تهوى فلست بصابر
قال
ابن رجب - رحمه الله - في قوله تعالى : " اعملوا آل داوود شكراً " :
( قال بعض السلف : " لما قيل لهم هذا ، لم تأت عليهم ساعة إلا وفيهم مصلّ " ،
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تتورم قدماه وقال : " أفلا أكون
عبداً شكوراً ".. وكان بعض السلف إذا وفق لقيام ليلة من الليالي أصبح في
نهارها صائماً ، ويجعل صيامه شكراً لله للتوفيق للقيام)
يا حجاج بيت الله ..
اللــه اللــه أن تعودوا لسـالف عهدكم ، وليرى اللــه منكم شكراً حقيقياً على
هذه النعمة التي خصكم بها وحُرم منها أمم من الناس .اللــه اللــه في الصدق
مع اللــه ، ونصرة دين اللــه ، ومراقبة الله في خلواتكم وجلواتكم ... لا
تجعلوا الرحمن أهون الناظرين إليكم .. فإن اللــه يغار وغيرته أن تؤتى محارمه
، وتذكروا أنه ليس بين الله وبين أحد منكم نسباً ، وقد قال عن أحب خلقه إليه
: " ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه
الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين" وحاشاه عليه الصلاة والسلام
{ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار }
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم