صورة حقيقية خاصة للفلوجة لم يعلْمها الكثير ورسالتها للاحتلال

ابن القرية الفلاح المعـتصم

 
الـحـمـد لله مـجـري الأفـلاكِ ، والـصـلاة والـسـلام عـلـى مـن أيـده الله بـالأمـلاكِ

أمـا بـعـد

الـسـلام عـلـيـكـم ورحـمـة الله وبـركـاتـه

#.* مـقـدمـة *.#

فـي هـذا الـمـوضـوع صـورة حـقـيـقـة عـن حـصـن الإسـلام الـيـوم " الـفـلـوجـة " تـخـفـى عـن الـكـثـيـر أرويـهـا لـكـم بـسـنـد مـتـصـل عـالـي ويـكـون ذلـك عـلـى نـقـاط أرجـو أن تـكـون مـاتـعـة ، مـشـوقـة ، أدبـيـة ، نـافـعـة لـنـسـتـعـرض تـاريـخـاً للأمـة مـجـيـداً ونـقـاطـهـا عـلـى الـتـالـي

1-* يـا فـلـوجـة لـك جـل تـقـديـري وسـلامــي *
2-* سـبـب تـسـمـيـتـهـــا بـالـفـلـوجٍـــــــــة *
3-* أهـل الـفـلـوجـة عـقـيـدة وعـادات وأخـلاق *
4-* الـفـلــوجــــــة والـتـاريـــــخ الـمـجـيــــد *
5-* واجـبـنــــا نـحــــو الـفـلـوجــــة مـخـتـلـف *
6-* كـيـفـيـة مـعـاونـة إخـوانـنـا فـي الـفـلـوجـــــة *

#.* يـا فـلـوجـة لـك جـل تـقـديـري وسـلامــي *.#

سـلام يـا فـلـوجـة الـعـز يـغـشـاكِ ، فـشـوقـي إلـيـكِ أهـلـك فـي جـوفـي مـرعـاكِ ، لـيـلـي أنـيـن يـذيـب كـيـانـي مـن غـيـر لـقـيـاك ، أيـهـا الـدنـيـا قـولـي مـعـي ، ويـا حـمـام غـردي ، ويـا غـيـوم ظـللـي ، ويـا ورود افـتـرشـي ، لـنـقـول صـوتـاً واحـداً يـا فـلـوجـة أهـواك ، أنـت يـا عـيـن الـكـرامـــــةِ طــاب مُـحـيَّــاكِ ، أنـت يـا روضـة الـمـجـدِ مـن يـروم الـيـوم عُـلاكِ ، أنـت يـا فـجــر الأمـــلِ بـوركــت خُـطـــاكِ ، لا يـلـمــع الـنـصــــر إلا فـي بـيـــاض فَــاكِ ، وقـمـيـص الــذل حـلـة مـن عَـــاداكِ 0

فـيـا حـظ ظـل سـمـاكِ ، ويـا سُـعـدُ بـلـدٍ كـان مـأواكِ ، كـفـفـتُ دمـعـي فـقـلـبـي بـكـاكِ ، ومـزقـت أوتـاري فـكـيـانـي غـنـاكِ ، فـلـيـعـلـم الـخـلـق أنـي أهـواكِ ، يُـذكـرنـي الـصـبـح الهـتـيـن وفـاكِ ، وتـغـنـي خُـطـايَ عـلـى شـاطـئِ الـكـرامـة لـحـن الـنـصـر ذكـراكِ ، أكـتـب إلـيـك شـوقـي أحـرفـاً تـشـدوا عـلـى مـسـرح عـذابـي عـنـاكِ 0

يـا صـفـحـة الـعـز عـيـن الله تـرعـاكِ ، وعـمـري يـا طُـهـر الـعـطـاء فـداكِ ، سـلامٌ عـلـى أرضٍ عـلـتـهـا قـدمـاكِ ، وسـلام عـلـى ديـنٍ بـعـيـن الـعـز سـقـاكِ ، يـا أرض الأبـطـال سُـعـدي رهـن مـنـاكِ ، وروحـي أبـت قـرب سـواكِ ، أكـتـُبُ تـاريـخــكِ فـيـمـــــا صَـنَـعَــت يـداكِ ، وصـُنْـعُ يـداك عِـزة تـمـلأ أرضـكِ وسـمـاكِ

، فـوصـيـتـي لـك تـقـوى الله هـي أصـل مـصـلَّاكِ ، وصـلاح يُـخـلـدُ فـي ذاكـرة الـتـاريـخ غـلاكِ ، وسـلامٌ مـن روحـي عـلـى روحـك يـمـلأ سـمـاك ِ ، الله لـصـنـع الـبـطـولـة اصـطـفـاكِ ، وعـلـى سـبـيـل الـجـهـاد سـواكِ ، فـلـك الـشـكـر يـا صـافـيـة الـنـهـج مـا أهـداكِ ، كـريـمـة طـبـاعـكِ ، زكـيـة أهـدافـكِ ، طـيـبـة أعـراقـكِ ، نـصـرٌ مـحـيـاك ِ ، وسـلامٌ يـغـشـى ديـار الأصـول رجـال الـجـهـاد والـمـكـارم وكـل مـن حـولـك مـنـهـم وحـواكِ 0

#.* مـعـنـى الـفـلـوجـة *.#

وفـي الـصـحـاح الـفـلـوجـة الأرض الـمـصـلـحـة للـزرع ومـنـه سـمـي مـوضـع عـلـى الـفـرات الـفـلـوجـة 0 مـعـجـم الـبـلـدان ج4/ص275

#.* أهـل الـفـلـوجـة عـقـيـدة وعـادات وأخـلاق *.#

الـفـلـوجـة يـسـتـوطـنـهـا نـخـبـة مـن أبـنـاء الـعـشـائـر ذوي الأصـالـة الإسـلامـيـة الـعـمـيـقـة ، والـنـكـهـة الـعـربـيـة الـعـريـقـة ، يـنـتـهـج أهـلهـا الـمـذهـب الـسـنـي ، والـعـقـيـدة الـسـويـة ، ولـك أن تـسـمـيـهـا ومـن غـيـر أي مـبـالـغـة مـن أصـفـا مـدن الـدنـيـا أخـلاقـاً ، وآدابـاً ، وقـيـمـاً وسـبـب ذلـك أن الـفـضـائـيـات الـمـنـتـنـة لـم تـتـمـكـن لـعـدم تـواجـدهـا مـن إفـسـاد عـاداتـهـم الـمـنـبـثـقـة مـن الأصـول الـعـربـيـة الـمـزيـنـة بـحـلـة الـديـانـة الـبـهـيـة ؛ هـنـاك فـي الـفـلـوجـة تـكـاد لا تـرى امـرأة تـسـفـر عـن وجـهـهـا ، فـضـلاً عـلـى أن تـكـون مـتـبـرجـة ، حـجـابـهـن وافـي الـصـفـات كـامـل الـمـتـطـلـبـات ، وإذا تـزوج الـشـاب هـنـالـك غـالـبـاً مـا يـبـقـى فـي بـيـت أبـيـه لأجـل حـفـظ أهـله فـي غـيـابـه حـتـى يـأتـيـه الـولـد بـعـدهـا انـفـصـل واسـتـقـل ؛ وأمـا عـن كـرم أهـلهـا فـبـدور فـي اللـيـل لا يُـمـنـع نـورهـم ، وشـمـس فـي الـنـهـار تـنـشـر ضـيـاءهـا ، ضـيـفـهـم مـقـدس ، ومـكـانـة الـغـريـب لـديـهـم رفـعـة الـمـقـام ، وأعـلـى مـنـازل الإكـرام ، اشـتـهـرت هـذه الـمـديـنـة بـمـدرسـتـهـا الـعـريـقـة فـي الـقـرن الـمـاضـي ؛ مـدرسـة الـشـيـخ عـبـد الـعـزيـزبـن سـالـم الـسـامـرائـي (1917- 1973م) فـي الـفـلـوجـة الـتـي عـمـل الـعـلـمـانـيـة عـلـى تـدمـيـرهـا بـعـد مـوت مـؤسـسـهـا رحـمـه الله تـعـالـى ، وأكـثـر عـلـمـاء الـمـنـطـقـة الـغـربـيـة مـن الـجـيـل الـحـاضـر ، والـجـيـل الـمـاضـي هـم خـريـجـو هـذه الـمـدرسـة الـمـبـاركـة 0

#.* الـفـلـوجـة والـتـاريـخ الـمـجـيـد *.#

كـانـت ومـازالـت هـذه الـمـديـنـة الـمـبـاركـة غُـصـصٌ قـاتـلـة ، وحـصـون عـاتـيـة ، وصـفـوف مـسـتـعـصـيـة ، ضـد كـل طـامـع فـهـي خـط نـار ، وشـبـكـة دمـار ، مـع قـلـة عَـدَدِهـا وعُـددهـا عـلـى مـر الـتـاريـخ ، فـفـي الاحـتـلال الـبـريـطـانـي الـمـاضـي أبـلـت بـلاءً حـسـنـا فـقـد اسـتـطـعـت هـي وأخـواتـهـا ولهـا الـحـظ الأكـبـر مـن قـتـل مـا يـقـارب [ الـمـائـة ألـف ] بـريـطـانـي وهـذا بـاعـتـرافـهـم هـم ، ومـن عـجـيـب الأمـر أن الاحـتـلال الأمـريـكـي لـمـا دخـل بـغـداد حـرسـهـا الله لـم يـسـتـطـع دخـول قـلـب الـفـلـوجـة إلا بـعـد الأسـبـوعـيـن أو أكـثـر ، ولـكـن الإعـلام الـعـمـيـل أنـى له ذكـر مـثـل هـذا ، ومـن الـمـعـلـوم إخـوتـي أن الـفـلـوجـة لهـا مـكـانـهـا حـتـى فـي عـهـد صـدام فـهـو كـثـيـرا مـا يـتـجـنـب الاحـتـكـاك بـأهـلهـا وخـصـوصـاً عـلـى وجـه الـسـؤ ، وهـذه الـمـديـنـة عـلـى مـر عـام كـامـل وهـي تـتـخـطـف جـنـود الإحـتـلال ، ولـم تـألـوا جـهـداً فـي قـهـر عـدوهـا ، بـل لا يـسـتـطـيـع الاحـتـلال الـمـكـوث داخـلهـا مـهـمـا كـلـف الأمـر ، وقـتـل الأمـريـكـان فـيـهـا بـأعـداد كـبـيـرة يُـكـذب مـن يـذكـرهـا ، ولـكـن الأيـام حـبـلـى ولـعـلهـا بـعـون الله تـلـد غـلامـاً زكـيـا 0

#.* واجـبـنـا نـحـو الـفـلـوجـة مـخـتـلـف *.#

نـعـم مـخـتـلـف لأنَّ هـذه الـمـديـنـة تـعـتـبـر ذخـراً للإسـلام وأهـله ، ودُرة نـفـيـسـة عـزيـزة تـسـمـو بـالأمـة عـلـوا وتـشـريـفـاً ، فـهـي أجـمـل ورده ، بـل هـي نـشـيـد الـعـزة ، و ذُروة الـرِفـعـة ، و صـفـوة الـصـفـوة الـيـوم تـقـاتـل لأجـل ديـنـهـا ، وأرضـهـا وعـرضـهـا ، غـيـر مـبـالـيـة بـأعـتـى قـوة مـاديـة الـيـوم ، مـتـجـاوزة لـنـبـاح الـمـخـذلـيـيـن ، ونـهـيـق الـمـرجـفـيـيـن ، تـقـاتـل بـعـزة الـمـسـلـم عـلـى أمـر الله ، ومـن الـمـعـلـوم اخـوتـاه أن الـجـهـاد فـرض عـيـن عـلـيـهـم فـإن لـم تـسـتـطـع دفـعـه تـعـيـن عـلـى مـن حـولهـا والـعـراق الـيـوم كـلهـا مـحـتـلـة ، فـفـرض عـيـن نـصـرة هـؤلاء الـقـوم بـالـمـال كـشـعـوب آمـنـت بـالله ، وأسـلـمـت أمـرهـا إلـيـه ، وقـد قـدم الله فـي كـتـابـه الـجـهـاد بـالـمـال فـي كـل الآيـات فـي الـكـتـاب إلا آيـة واحـدة ، والـجـهـاد اسـتـراتـيـجـيـتـه الآن الـمـال وذلـك بـسـبـب خـذلان أكـثـر الأمـة وسـيـأتـي إن شـاء الله قـريـبـاً جـهـاد الـنـفـس 0

#.* كـيـفـيـة مـعـاونـة إخـوانـنـا فـي الـفـلـوجـة *.#

كـمـا أسـلـفـنـا أحـبـابـي أنـصـار ودروع وحـمـاة الإسـلام فـي كـل مـكـان ، أن الـمـال الـيـوم هـو أحـوج مـا تـكـون الـحـاجـة إلـيـه ، فـفـي الـفـلـوجـة ربـمـا يـبـيـع الـرجـل حـلـي امـرأتـه لـيـشـتـري قـذيـفـة ، فـهـنـاك أروع مـعـانـي الإيـمـان والـفـداء الـتـي تُـسـطـر بـأشـرف دمـاء الـشـهـداء عـلـى أزكـى جـبـيـن تـاريـخ الإبـاء ، بـل والـبـعـض ربـمـا يـبـع مـا عـز عـلـيـه مـن نـفـيـس مـحـبـوب لـيـذهـب بـنـفـسـه ومـا بـاع فـيـشـتـريـه الله فـلا يـعـد إلا ذكـر شـهـادتـه ، ولـئـن سـألـتـنـي أخـي نـاصـر الإسـلام عـن كـيـفـيـة تـوصـيـل الأمـوال ؟ أُجـيـبـك أن مـعـرفـة هـذا الـسـبـيـل ، والـعـمـل بـه ، هـو نـصـيـبـك مـن الـجـهـاد فـي سـبـيـل الله ، ومـن أخـلـص وصـل ، ولـكـن أكـتـفـي بـالـقـول أن هـنـاك طُـرقـاً والـحـمـد لله لـيـس مـن الـمـصـلـحـة كـشـفـهـا ، فـتـوكـلـوا عـلـى الله ، وانـصـروه يـنـصـركـم ويـثـبـت أقـدامـكـم 0

#.* الـخـبـر الأخـيـر رسالة إلى الاحتلال *.#

لـيـعـلـم كـل مـن فـي الـوجـود أن أهـل الـفـلـوجـة لا يـبـالـون بـالـعـبـيـد ، ولا يـكـتـرثـون بـصـنـع الـسـدود ، جـهـادهـم لـغـايـة يـعـلـمـهـا الله فـي قـلـوبـهـم ، وتـلهـج بـهـا ألـسـنـتـهـم لـوجـه الله ، ولـسـان حـالهـم بـأي شـيء نُـقْـتَـل لا يـهـمـنـا إذا كـان هـذا الـمـوت إلـى كـرامـة الله سـيـصـل بـنـا ، فـقـنـابـل الأمـريـكـان تُـسـارع بـنـا إلـى الـجـنـان ، وقـذائـفـنـا تـدفـعـهـوم للـخـلـود فـي الـنـيـران ، فـكـم دفـعـت صـواريـخـهـم أبـنـاءنـا إلـى جـوار الـرحـمـن ، وكـم هـدمـت بـيـوتـاً بـكـبـد الـحـيـاة بـنـيـنـاهـا فـأبـدلـنـا الله قـصـوراً فـي الـفـردوس تـحـكـي مـاهـيـتـهـا الـسـلام والأمـان ، كـيـف أنـبـئـك عـن روضـهـا ، ومـغـانـيـهـا ، وحـورهـا ، وكـل سـاكـنـيـهـا ؟! فـنـحـن بـيـن عـزة فـي الـحـيـاة أو كـرامـة فـي الآخـرة ، وأنـتـم بـيـن ذلٍ فـي الـحـيـاة وسـؤ مـصـيـر فـي الآخـرة ، وإن كـان هـنـاك ثـمـة أحـد عـلـى أتـم اسـتـعـداد للإحـتـراق اللـحـظـة فـنـحـن لأجـل رضـا ربـنـا ، والـقـيـام بـأمـره 0

كـتـبـه خـادم الإسـلام تـشـريـفـاً له ابـن الـقـريـة الـفـلاح الـمـعـتـصـم
21 /2 /1425 هـ