|
الـحـمـد لله مـجـري الأفـلاكِ ، والـصـلاة والـسـلام
عـلـى مـن أيـده الله بـالأمـلاكِ
أمـا بـعـد
الـسـلام عـلـيـكـم ورحـمـة الله وبـركـاتـه
#.* مـقـدمـة *.#
فـي هـذا
الـمـوضـوع صـورة حـقـيـقـة عـن حـصـن الإسـلام الـيـوم " الـفـلـوجـة "
تـخـفـى عـن الـكـثـيـر أرويـهـا لـكـم بـسـنـد مـتـصـل عـالـي ويـكـون
ذلـك عـلـى نـقـاط أرجـو أن تـكـون مـاتـعـة ، مـشـوقـة ، أدبـيـة ،
نـافـعـة لـنـسـتـعـرض تـاريـخـاً للأمـة مـجـيـداً ونـقـاطـهـا عـلـى
الـتـالـي
1-* يـا فـلـوجـة لـك جـل تـقـديـري
وسـلامــي *
2-* سـبـب تـسـمـيـتـهـــا
بـالـفـلـوجٍـــــــــة *
3-* أهـل الـفـلـوجـة عـقـيـدة وعـادات
وأخـلاق *
4-* الـفـلــوجــــــة والـتـاريـــــخ
الـمـجـيــــد *
5-* واجـبـنــــا نـحــــو الـفـلـوجــــة
مـخـتـلـف *
6-* كـيـفـيـة مـعـاونـة إخـوانـنـا فـي
الـفـلـوجـــــة *
#.* يـا فـلـوجـة لـك جـل تـقـديـري
وسـلامــي *.#
سـلام يـا فـلـوجـة
الـعـز يـغـشـاكِ ، فـشـوقـي إلـيـكِ أهـلـك فـي جـوفـي مـرعـاكِ ، لـيـلـي
أنـيـن يـذيـب كـيـانـي مـن غـيـر لـقـيـاك ، أيـهـا الـدنـيـا قـولـي
مـعـي ، ويـا حـمـام غـردي ، ويـا غـيـوم ظـللـي ، ويـا ورود افـتـرشـي ،
لـنـقـول صـوتـاً واحـداً يـا فـلـوجـة أهـواك ، أنـت يـا عـيـن
الـكـرامـــــةِ طــاب مُـحـيَّــاكِ ، أنـت يـا روضـة الـمـجـدِ مـن يـروم
الـيـوم عُـلاكِ ، أنـت يـا فـجــر الأمـــلِ بـوركــت خُـطـــاكِ ، لا
يـلـمــع الـنـصــــر إلا فـي بـيـــاض فَــاكِ ، وقـمـيـص الــذل حـلـة
مـن عَـــاداكِ 0
فـيـا حـظ ظـل سـمـاكِ ، ويـا سُـعـدُ بـلـدٍ كـان مـأواكِ ، كـفـفـتُ
دمـعـي فـقـلـبـي بـكـاكِ ، ومـزقـت أوتـاري فـكـيـانـي غـنـاكِ ،
فـلـيـعـلـم الـخـلـق أنـي أهـواكِ ، يُـذكـرنـي الـصـبـح الهـتـيـن وفـاكِ
، وتـغـنـي خُـطـايَ عـلـى شـاطـئِ الـكـرامـة لـحـن الـنـصـر ذكـراكِ ،
أكـتـب إلـيـك شـوقـي أحـرفـاً تـشـدوا عـلـى مـسـرح عـذابـي عـنـاكِ 0
يـا صـفـحـة الـعـز عـيـن الله تـرعـاكِ ، وعـمـري يـا طُـهـر الـعـطـاء
فـداكِ ، سـلامٌ عـلـى أرضٍ عـلـتـهـا قـدمـاكِ ، وسـلام عـلـى ديـنٍ
بـعـيـن الـعـز سـقـاكِ ، يـا أرض الأبـطـال سُـعـدي رهـن مـنـاكِ ، وروحـي
أبـت قـرب سـواكِ ، أكـتـُبُ تـاريـخــكِ فـيـمـــــا صَـنَـعَــت يـداكِ ،
وصـُنْـعُ يـداك عِـزة تـمـلأ أرضـكِ وسـمـاكِ
، فـوصـيـتـي لـك تـقـوى الله هـي أصـل مـصـلَّاكِ ، وصـلاح يُـخـلـدُ فـي
ذاكـرة الـتـاريـخ غـلاكِ ، وسـلامٌ مـن روحـي عـلـى روحـك يـمـلأ سـمـاك ِ
، الله لـصـنـع الـبـطـولـة اصـطـفـاكِ ، وعـلـى سـبـيـل الـجـهـاد سـواكِ
، فـلـك الـشـكـر يـا صـافـيـة الـنـهـج مـا أهـداكِ ، كـريـمـة طـبـاعـكِ
، زكـيـة أهـدافـكِ ، طـيـبـة أعـراقـكِ ، نـصـرٌ مـحـيـاك ِ ، وسـلامٌ
يـغـشـى ديـار الأصـول رجـال الـجـهـاد والـمـكـارم وكـل مـن حـولـك
مـنـهـم وحـواكِ 0
#.* مـعـنـى الـفـلـوجـة *.#
وفـي الـصـحـاح
الـفـلـوجـة الأرض الـمـصـلـحـة للـزرع ومـنـه سـمـي مـوضـع عـلـى الـفـرات
الـفـلـوجـة 0 مـعـجـم الـبـلـدان ج4/ص275
#.* أهـل الـفـلـوجـة عـقـيـدة وعـادات
وأخـلاق *.#
الـفـلـوجـة
يـسـتـوطـنـهـا نـخـبـة مـن أبـنـاء الـعـشـائـر ذوي الأصـالـة
الإسـلامـيـة الـعـمـيـقـة ، والـنـكـهـة الـعـربـيـة الـعـريـقـة ،
يـنـتـهـج أهـلهـا الـمـذهـب الـسـنـي ، والـعـقـيـدة الـسـويـة ، ولـك أن
تـسـمـيـهـا ومـن غـيـر أي مـبـالـغـة مـن أصـفـا مـدن الـدنـيـا أخـلاقـاً
، وآدابـاً ، وقـيـمـاً وسـبـب ذلـك أن الـفـضـائـيـات الـمـنـتـنـة لـم
تـتـمـكـن لـعـدم تـواجـدهـا مـن إفـسـاد عـاداتـهـم الـمـنـبـثـقـة مـن
الأصـول الـعـربـيـة الـمـزيـنـة بـحـلـة الـديـانـة الـبـهـيـة ؛ هـنـاك
فـي الـفـلـوجـة تـكـاد لا تـرى امـرأة تـسـفـر عـن وجـهـهـا ، فـضـلاً
عـلـى أن تـكـون مـتـبـرجـة ، حـجـابـهـن وافـي الـصـفـات كـامـل
الـمـتـطـلـبـات ، وإذا تـزوج الـشـاب هـنـالـك غـالـبـاً مـا يـبـقـى فـي
بـيـت أبـيـه لأجـل حـفـظ أهـله فـي غـيـابـه حـتـى يـأتـيـه الـولـد
بـعـدهـا انـفـصـل واسـتـقـل ؛ وأمـا عـن كـرم أهـلهـا فـبـدور فـي اللـيـل
لا يُـمـنـع نـورهـم ، وشـمـس فـي الـنـهـار تـنـشـر ضـيـاءهـا ، ضـيـفـهـم
مـقـدس ، ومـكـانـة الـغـريـب لـديـهـم رفـعـة الـمـقـام ، وأعـلـى مـنـازل
الإكـرام ، اشـتـهـرت هـذه الـمـديـنـة بـمـدرسـتـهـا الـعـريـقـة فـي
الـقـرن الـمـاضـي ؛ مـدرسـة الـشـيـخ عـبـد الـعـزيـزبـن سـالـم
الـسـامـرائـي (1917- 1973م) فـي الـفـلـوجـة الـتـي عـمـل الـعـلـمـانـيـة
عـلـى تـدمـيـرهـا بـعـد مـوت مـؤسـسـهـا رحـمـه الله تـعـالـى ، وأكـثـر
عـلـمـاء الـمـنـطـقـة الـغـربـيـة مـن الـجـيـل الـحـاضـر ، والـجـيـل
الـمـاضـي هـم خـريـجـو هـذه الـمـدرسـة الـمـبـاركـة 0
#.* الـفـلـوجـة والـتـاريـخ الـمـجـيـد
*.#
كـانـت ومـازالـت
هـذه الـمـديـنـة الـمـبـاركـة غُـصـصٌ قـاتـلـة ، وحـصـون عـاتـيـة ،
وصـفـوف مـسـتـعـصـيـة ، ضـد كـل طـامـع فـهـي خـط نـار ، وشـبـكـة دمـار ،
مـع قـلـة عَـدَدِهـا وعُـددهـا عـلـى مـر الـتـاريـخ ، فـفـي الاحـتـلال
الـبـريـطـانـي الـمـاضـي أبـلـت بـلاءً حـسـنـا فـقـد اسـتـطـعـت هـي
وأخـواتـهـا ولهـا الـحـظ الأكـبـر مـن قـتـل مـا يـقـارب [ الـمـائـة ألـف
] بـريـطـانـي وهـذا بـاعـتـرافـهـم هـم ، ومـن عـجـيـب الأمـر أن
الاحـتـلال الأمـريـكـي لـمـا دخـل بـغـداد حـرسـهـا الله لـم يـسـتـطـع
دخـول قـلـب الـفـلـوجـة إلا بـعـد الأسـبـوعـيـن أو أكـثـر ، ولـكـن
الإعـلام الـعـمـيـل أنـى له ذكـر مـثـل هـذا ، ومـن الـمـعـلـوم إخـوتـي
أن الـفـلـوجـة لهـا مـكـانـهـا حـتـى فـي عـهـد صـدام فـهـو كـثـيـرا مـا
يـتـجـنـب الاحـتـكـاك بـأهـلهـا وخـصـوصـاً عـلـى وجـه الـسـؤ ، وهـذه
الـمـديـنـة عـلـى مـر عـام كـامـل وهـي تـتـخـطـف جـنـود الإحـتـلال ،
ولـم تـألـوا جـهـداً فـي قـهـر عـدوهـا ، بـل لا يـسـتـطـيـع الاحـتـلال
الـمـكـوث داخـلهـا مـهـمـا كـلـف الأمـر ، وقـتـل الأمـريـكـان فـيـهـا
بـأعـداد كـبـيـرة يُـكـذب مـن يـذكـرهـا ، ولـكـن الأيـام حـبـلـى
ولـعـلهـا بـعـون الله تـلـد غـلامـاً زكـيـا 0
#.* واجـبـنـا نـحـو الـفـلـوجـة مـخـتـلـف
*.#
نـعـم مـخـتـلـف
لأنَّ هـذه الـمـديـنـة تـعـتـبـر ذخـراً للإسـلام وأهـله ، ودُرة
نـفـيـسـة عـزيـزة تـسـمـو بـالأمـة عـلـوا وتـشـريـفـاً ، فـهـي أجـمـل
ورده ، بـل هـي نـشـيـد الـعـزة ، و ذُروة الـرِفـعـة ، و صـفـوة الـصـفـوة
الـيـوم تـقـاتـل لأجـل ديـنـهـا ، وأرضـهـا وعـرضـهـا ، غـيـر مـبـالـيـة
بـأعـتـى قـوة مـاديـة الـيـوم ، مـتـجـاوزة لـنـبـاح الـمـخـذلـيـيـن ،
ونـهـيـق الـمـرجـفـيـيـن ، تـقـاتـل بـعـزة الـمـسـلـم عـلـى أمـر الله ،
ومـن الـمـعـلـوم اخـوتـاه أن الـجـهـاد فـرض عـيـن عـلـيـهـم فـإن لـم
تـسـتـطـع دفـعـه تـعـيـن عـلـى مـن حـولهـا والـعـراق الـيـوم كـلهـا
مـحـتـلـة ، فـفـرض عـيـن نـصـرة هـؤلاء الـقـوم بـالـمـال كـشـعـوب آمـنـت
بـالله ، وأسـلـمـت أمـرهـا إلـيـه ، وقـد قـدم الله فـي كـتـابـه
الـجـهـاد بـالـمـال فـي كـل الآيـات فـي الـكـتـاب إلا آيـة واحـدة ،
والـجـهـاد اسـتـراتـيـجـيـتـه الآن الـمـال وذلـك بـسـبـب خـذلان أكـثـر
الأمـة وسـيـأتـي إن شـاء الله قـريـبـاً جـهـاد الـنـفـس 0
#.* كـيـفـيـة مـعـاونـة إخـوانـنـا فـي
الـفـلـوجـة *.#
كـمـا أسـلـفـنـا
أحـبـابـي أنـصـار ودروع وحـمـاة الإسـلام فـي كـل مـكـان ، أن الـمـال
الـيـوم هـو أحـوج مـا تـكـون الـحـاجـة إلـيـه ، فـفـي الـفـلـوجـة ربـمـا
يـبـيـع الـرجـل حـلـي امـرأتـه لـيـشـتـري قـذيـفـة ، فـهـنـاك أروع
مـعـانـي الإيـمـان والـفـداء الـتـي تُـسـطـر بـأشـرف دمـاء الـشـهـداء
عـلـى أزكـى جـبـيـن تـاريـخ الإبـاء ، بـل والـبـعـض ربـمـا يـبـع مـا عـز
عـلـيـه مـن نـفـيـس مـحـبـوب لـيـذهـب بـنـفـسـه ومـا بـاع فـيـشـتـريـه
الله فـلا يـعـد إلا ذكـر شـهـادتـه ، ولـئـن سـألـتـنـي أخـي نـاصـر
الإسـلام عـن كـيـفـيـة تـوصـيـل الأمـوال ؟ أُجـيـبـك أن مـعـرفـة هـذا
الـسـبـيـل ، والـعـمـل بـه ، هـو نـصـيـبـك مـن الـجـهـاد فـي سـبـيـل
الله ، ومـن أخـلـص وصـل ، ولـكـن أكـتـفـي بـالـقـول أن هـنـاك طُـرقـاً
والـحـمـد لله لـيـس مـن الـمـصـلـحـة كـشـفـهـا ، فـتـوكـلـوا عـلـى الله
، وانـصـروه يـنـصـركـم ويـثـبـت أقـدامـكـم 0
#.* الـخـبـر الأخـيـر رسالة إلى الاحتلال
*.#
لـيـعـلـم كـل مـن
فـي الـوجـود أن أهـل الـفـلـوجـة لا يـبـالـون بـالـعـبـيـد ، ولا
يـكـتـرثـون بـصـنـع الـسـدود ، جـهـادهـم لـغـايـة يـعـلـمـهـا الله فـي
قـلـوبـهـم ، وتـلهـج بـهـا ألـسـنـتـهـم لـوجـه الله ، ولـسـان حـالهـم
بـأي شـيء نُـقْـتَـل لا يـهـمـنـا إذا كـان هـذا الـمـوت إلـى كـرامـة
الله سـيـصـل بـنـا ، فـقـنـابـل الأمـريـكـان تُـسـارع بـنـا إلـى
الـجـنـان ، وقـذائـفـنـا تـدفـعـهـوم للـخـلـود فـي الـنـيـران ، فـكـم
دفـعـت صـواريـخـهـم أبـنـاءنـا إلـى جـوار الـرحـمـن ، وكـم هـدمـت
بـيـوتـاً بـكـبـد الـحـيـاة بـنـيـنـاهـا فـأبـدلـنـا الله قـصـوراً فـي
الـفـردوس تـحـكـي مـاهـيـتـهـا الـسـلام والأمـان ، كـيـف أنـبـئـك عـن
روضـهـا ، ومـغـانـيـهـا ، وحـورهـا ، وكـل سـاكـنـيـهـا ؟! فـنـحـن بـيـن
عـزة فـي الـحـيـاة أو كـرامـة فـي الآخـرة ، وأنـتـم بـيـن ذلٍ فـي
الـحـيـاة وسـؤ مـصـيـر فـي الآخـرة ، وإن كـان هـنـاك ثـمـة أحـد عـلـى
أتـم اسـتـعـداد للإحـتـراق اللـحـظـة فـنـحـن لأجـل رضـا ربـنـا ،
والـقـيـام بـأمـره 0
كـتـبـه خـادم الإسـلام تـشـريـفـاً له
ابـن الـقـريـة الـفـلاح الـمـعـتـصـم
21 /2 /1425 هـ