|
بسم الله نبدأ وعلى هدي نبيه صلى الله عليه وسلم نسير
أحبتي في الله ,
فلوجة الإسلام , منطقة موحدة تعداد سكانها لا يتعدى الخمسمائة ألف نسمة , فعلت
ما لم تفعله أمة كاملة ، أثبتت بلسان حالها , وبحسن فعالها أنها توكلت على الله
حسن التوكل , وآمنت به صحيح الإيمان ولم تخنع ولم تلن للأعداء جانباً,
أحداث الفلوجة تصفع كل من يؤمن بقوة الغرب المطلقة , وترده للإيمان بأن القوة
لله جميعاً .
هاهم أعداء الإسلام كعادتهم يزيفون الحقائق , ويحولون هزائمهم إلى انتصارات
ورقية , حتى لا يلاقوا اللوم من جانب شعوبهم الغافلة المستغفلة.
لله درك يا فلوجة الإسلام , سطرت لنا في زمن الوهن تاريخاً جديداً من البطولات
, عسى أن يكون باب نصر قادم , أو نصل سيف صارم يسلطه الملك الجبار , الواحد
القهار على رقاب الفجرة الكفار.
افتخر الأمريكان في بداية غزوهم للعراق بثقافة الجنس والعهر , وحاولوا تنديس
الشرف التليد في أبي غريب وغيره من معتقلاتهم , وهاهم الآن يذوقون على أيدي
الأطهار ويلات ما قدمت أيديهم .
نعم هذه هي الحقائق الدامغة , انتصارات الفلوجة تخبر عن نفسها , ويكفينا شرفاً
أن أهلها ثبتوا وذادوا عن دينهم في وقت تخلى فيه عنهم الجميع , ووالله لو قدم
أهل الفلوجة جميعاً أرواحهم لله وهم على هذه الحالة , فعزاءنا فيهم قول عمر
لأبي سفيان يوم هزم المسلمون في أحد " قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار"
ويكفينا ما تتناقله وسائل إعلامهم , عن معجزات يعز الله بها أهله , فهاهم
ينشرون عن مجاهد واحد لا يقدر عليه ألف وخمسمائة مدجج , يقتل فيهم ويفعل
الأفاعيل ثم لا يقدرون له على ظفر , هذا والله نصر الله يتنزل , وهذا إن شاء
الله مدد السماء .
فيا أمة مدت أيديها إلى السماء في ليلي رمضان الخير , فاستجاب الله لها , هلا
أقبلت على ربك , يا أمة… شرنا إليه صاعد , وخيره إلينا نازل , نبارزه بالمعاصي
, بل بانتشار الشرك , حول الأولياء , وبترك تحكيم قانون السماء , وبتبذل الرجال
والنساء , ثم نرفع أيدينا للسماء , فيستجيب الرحمن للدعاء, هلا نظفنا أيدينا من
دنس المعاصي , ودعونا , ماذا عساه أن يرزقنا , لقد عصينا ودعونا فاستجيب لنا ,
فماذا بالله لو تبنا وأنبنا ثم دعونا { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا
عليهم بركات من السماء } .
يا أمة ربك كريم رحمن , يحب توبة التائبين ويفرح بعودة العائدين , فهلا تبنا ,
وهلا تواصينا فيما بيننا بالمعروف وتناهينا عن المنكر , معذرة منا إلى الله
الكريم المنان .
رأينا بأعيننا أثر الدعاء في رمضان , من انتصارات سماوية لأهلنا في الفلوجة ,
رغم ما نحن فيه من ضعف , وهوان ومبارزة للرحمن بالمعاصي ليل نهار , في فضائيات
فاجرة لا تراعي في مؤمن إلا ولاذمة .
فهلا تبنا وسارعنا عسى إن تبنا , ثم دعونا أن يعود الأقصى وتحرر العراق وتنتصر
الشيشان , وتفيق من الذل أفغانستان , وترتمي في أحضان أمتها كشمير.
هذا رجاؤنا في الملك الكريم , ولكن علينا بالعود , علينا بالتوبة النصوح ,
علينا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , علينا بالعودة للتوحيد الخالص تعليما
وتعلما وعملاً ودعوة , وليعلم كل منا أن السفينة واحدة , وأنه على ثغر , فإن
كان الخرق من جهته فهو مسئول عن غرق السفينة , ولا تقلل من شأن نفسك , فكم من
داعية غير من حال الملايين , ما كان يخطر على باله أن يهتدي هو أصلاً , وكم من
قائد مغوار فعل الأفاعيل , ولم يكن بباله أن يخرج من بيته , ولكنها التوبة
والإقبال على الله , { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا }
هيا أخي الحبيب ابدأ الآن أعد نفسك لتكن من الدعاة , من العلماء , من القادة
الفاتحين , ولا تستقل نفسك , فالأمة ترجو من وراءك الخير في وقت حاجتها لجهدك ,
هيا أختي المباركة , كوني داعية صالحة , ومربية فالحة , وصانعة للأجيال , نحتاج
إلى صلاح الدين , نحتاج إلى خالد , نحتاج إلى العز بن عبد السلام , وأنت أنت
صانعة الأجيال,
هلموا رجال الغد هلموا يداً في يد , هيا يا أمة , لنبدأ , لنعود والعود أحمد ,
أخي القارئ , أختي القارئة , هذه رسالتي موجهة إليك أنت شخصياً , "أنت مسئول عن
نجاة الأمة فبادر وقف على ثغرك , وسد الخلل , كن أسداً من أسد الإسلام وكن
جندياً من جند الله , ومن كان من جند الملك , فلن يهزم أبداً .
فالله الله أن يؤتى الإسلام من قبلك , واعلم أن القطار واحد فإن أبطأت إحدى
العربات أبطأ معها القطار كله , فلا تكن سببا في تأخر عجلة النصر, عاهد الله
الآن أن تكون أو تكوني إنساناً جديداً .