الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ،، أما بعد
فإن الله ـ سبحانه ـ قد بعث إلينا أكرم رسله بأفضل كتبه ، لنتدبر هذا
الكتاب فنتذكر ، ويحصل لنا من تدبره والعمل به كل بركة في الدنيا والآخرة "
كِتَابٌ أَنزَلنَاهُ إِلَيكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ
وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ "
ورمضان شهر القرآن ، فيه أنزل وفيه يتلى ، وفيه كان جبريل ـ عليه السلام ـ
يدارسه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وفي رمضان تقبل نفوس المسلمين على ربها ، وتتعلق قلوبهم بخير كلام ، وتنطلق
ألسنتهم بتلاوته آناء وآناء النهار ، فتسمع للمساجد دويًّا ، ويتسابق
القراء على تعداد الختمات وتكرارها .
ولما كان فهم هذا الكتاب العزيز هو الهدف الأسمى والمطلب الأعلى ، كان على
المسلمين أن يسعوا إلى تحقيق ذلك ليسعدوا في دنياهم ويفوزوا في أخراهم .
وإن هذا الأمر ليتأكد عليهم يومًا بعد يوم ، ولا سيما في هذا الزمان الذي
بدت فيه غربة الدين ، وقل فيه العلماء الربانيون الناصحون ، وكثر فيه
المتخوضون في كتاب الله بغير علم . وإن على أئمة الجوامع والمساجد من أمانة
تعليم كتاب الله وتفسير آياته لحملا كبيرًا يجب عليهم أن يؤدوا منه ما تبلغ
استطاعتهم .
وبما أن أسلوب المسابقات من الأساليب المحببة للنفوس ، والتي تثير التنافس
وتبعث الحماسة للبحث والاطلاع ، فإن تنظيم إمام الجامع أو المسجد لمسابقة
في تفسير آيات الكتاب الكريم يعد مشاركة منه ذات أثر كبير في إعانتهم على
أن يتصفحوا كتب التفسير ؛ ليتعرفوا على معنى كلمة ، أو يبحثوا في تفسير آية
، أو يقفوا على لطيف إشارة أو خفي إعجاز ، مما قد يدفع عددًا منهم إلى
الرجوع إلى التفسير بعد أن كان زينة في مكتبته .
وقد جرب هذا الأسلوب فيما مضى من سنوات فكان له من القبول والتفاعل من قبل
جماعة المساجد ما يشجع الإمام ويدفعه إلى المزيد ، وكنت ممن جرب ذلك في
العام الماضي ، حيث اغتنمت فرصة إقبال جماعة الجامع على قراءة كتاب الله في
شهر رمضان ، فكنت أضع في لوحة الإعلانات في كل يوم ثلاثة أسئلة سهلة على كل
جزء بحسب اليوم الموافق لترتيب ذلك الجزء ، وأتلقى الإجابة بعد عصر اليوم
الذي يليه ، وتصحح الإجابات ، ومن ثم تكتب أسماء من توصلوا للإجابات
الصحيحة في أوراق صغيرة ، توضع أمام المصلين بعد الانتهاء من صلاة التراويح
، ويتولى السحب واحد من كبار السن من المصلين ، ويعطى الفائز جائزته ،
وهكذا ...
وقد أحببت مشاركة إخواني أئمة الجوامع والمساجد بمثل هذا المنشط الخفيف في
محمله ، السهل في مأخذه ، العظيم في أثره ونفعه بإذن الله ، ومن أراد ملفًا
قد حوى تسعين سؤالا على ثلاثين جزءًا هي أجزاء الكتاب الكريم ، فليراسلني
على بريدي أبعث له الملف ،، والله المستعان .
عبدالله بن محمد بن صالح البصري
الرويضة بالعرض
Basry5@hotmail.com