|
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المجتبى وعلى آله وصحبه ومن
اهتدى... أما بعد:
( ما دام هذا القرآن موجودا فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الإسلام )
بهذه الجملة رفع قادة الغرب عقيرتهم، و بهذه الجملة سعى المستشرقون وساستهم من
العلمانيين وجعلوها شعارا لهم فلها يخططون ومن أجلها يسعون ... نعم يسعون
لإبعاد هذا القرآن عن واقع المسلمين وعن حياتهم ، ولكن ... (( يريدون ليطفئوا
نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون )) ولسنا الآن في معرض
الحديث عنهم .
لكن المتأمل إلى ما يسعى إليه هؤلاء الأقزام ويرى ما يظهر لهم أنه نجاح ؛ يتيقن
فعلا بأن المستقبل للإسلام .
فما إن يأتي شهر رمضان حتى تصفد الشياطين ، ويقبل المسلمون على بيوت الله
زرافات ووحدانا ، يتركون ملذات الدنيا ، ومشاغل الحياة ، ليس لهم شغل إلا
الإقبال على الله سبحانه وتلاوة كتابه العظيم .
وتجد ذلك العاصي الذي أسرف على نفسه وهجر كتاب ربه مقبلا عليه تاليا له خاشعا
متخشعا تنحدر دموعه على وجنتيه لتغسل قلبه وتنير فؤاده .
فتأمل معي يا رعاك الله ذلك الخبيث الذي كم سعى لهدم الإسلام حتى لما ظن أنه قد
نجح في مقصده فتح جهاز التلفاز فرأى ذلك الحشد العظيم في مكة _ حرسها الله _
الذي يبلغ الملايين يتلون كتاب الله بهدوء وطمأنينة لا يقطعهم إلا .. (( صلاة
القيام أثابكم الله )) فيقفون خاشعين متذللين ينصتون ... ولأي شيء ؟؟ لكلام
الله سبحانه ، ويبكون من خشية الله ..
حينئذ يسقط في يديه ، ويبوء بالخزي والعار ، والذلة والشنار ، وما كيد الكافرين
إلا في ضلال .
فيامن أدركه شهر الصيام ، وربح إدراك شهر القرآن ، عد إلى ربك والزم كتابه ليل
نهار ، فترضي ربك وتنتصر على هواك ، وتغيظ عدوك
وأخيرا
..
تأمل يا سلمك الله هذا الدين وما يتميز به من الكمال ، وإلى هذا القرآن وما
يعلوه من الهيبة والجلال فلا تملك حينئذ إلا أن تقول :
(( يا له من دين ... لو كان له رجــــــــــــــــــــــال ))