|
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين , وعلى آله
وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد :
فيلاحظ
في أيام رمضان ّ على بعض المسلمين والمسلمات , أنه تمضي عليهم أيام الصيام وهم
في تفريط وتقصير , واشتغال فيما لا يعود عليهم بالنفع في الدنيا والآخرة , وعدم
تنافس في الخيرات وارتكاب للمحرمات من السماع للزمر والطرب , أو النظر إلى ما
حرم الله عليهم , ومن أجل ذلك أحببت أن أضع للأخت المسلمة برنامجا يومياً تقضي
فيه وقتها فيما ينفعها , ويرقي درجاتها في الجنة يبتديء من السحر إلى السحر ,
اجتهدت فيه ما استطعت , فإن أصبت فمن الله , وإن أخطأت فمن نفسي المقصرة
والشيطان .
* قبل الفجر :
يسن للمسلمة أن تتسحر , لأمر النبي
صلى الله عليه وسلم بذلك , كما في حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه - : (
تسحروا فإن في السحور بركة ) متفق عليه
ويحصل السحور بما تيسر من الطعام , ولو على تمر لحديث أبي هريرة – رضي الله عنه
–أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( نعم سحور المؤمن فإن لم تجد التمر شربت
قليلاً من الماء , لتحصل لها بركة السحور .
والسنة للمسلمة تأخير السحور , ما لم تخش طلوع الفجر , لما ثبت في ذلك من
الأحاديث الصحيحة
منها حديث أنس بن زيد بن ثابت قال : ( تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم
قام إلى الصلاة , قلت : كم كان بين الأذان والسحور ؟ قال : قدر خمسين آية متفق
علية .
وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يؤخرون السحور , كما روى عمرو بن ميمون ,
قال : ( كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أعجل الناس إفطاراً وأبطأهم سحوراً
{رواه البيهقي بسند صحيح }
ولعل الحكمة من تأخير السحور هي
1-
أن السحور يراد به التقوي على الصيام , فكان تأخيره أنفع للصائم
2-
أن الصائم لو تسحر قبل طلوع الفجر بوقت
طويل ربما نام عن صلاة الفجر
*
أذان الفجر :
الواجب على المسلمة إذا تحققت من
طلوع الفجر أن تمسك عن الأكل والشرب , وإذا سمعت المؤذن فمن السنة أن تردد معه
ألفاظ الأذان . ثم تدعو بما ورد ( اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة
, آت محمداً الوسيلة والفضيلة , وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته , إنك لا
تخلف الميعاد ) لتحصل لها شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم , ثم تصلي راتبة
الفجر , تقرأ في الركعة الأولى : ( قل يأيها الكافرون ) {الكافرون 1 } وفي
الثانية : ( قل هو الله أحد ) الإخلاص 1 } وسنة الفجر ينبغي المحافظة عليها ,
فلقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم لا يدعها سفراً ولا حضراً .
روى البخاري ومسلم عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : ( لم يكن النبي صلى الله
عليه وسلم على شيء من النوافل أشد تعاهداً منه على ركعتي الفجر , والسنة أن
تقرأ سورة طويلة من المفصل – إن تيسر ذلك – وإلا فمما تيسر معها من القرآن .
وبعد الانصراف من صلاة الفجر تحرص على الأوراد والأذكار التي تقال عقب الصلوات
من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير .
ويمكن
للأخت المسلمة الاطلاع عليها في كتيب : ( صحيح الكلم الطيب ) أو غيره من كتب
الأذكار المخرجة , وبعدها تقرأ أوراد الصباح , لتكون في حرز من الشيطان , وحصن
حصين من الشرور والسنة للمسلم والمسلمة أن يمكث في مصلاه إلى طلوع الشمس ,
وارتفاعها قيد رمح , يذكر الله – تعالى – ثم يصلي ركعتين , ليكتب له أجر حجة
وعمرة تامة تامة . لما روى مسلم في صحيحه من حديث جابر بن سمرة : ( أن النبي
صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس )
ولحديث أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (
من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له
كأجر حجةوعمرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صلى الغداة في جماعة ثم
قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة , قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : تامة تامة {رواه الترمذي }
وتشغل
في جلوسها بقراءة القرآن , حفظاً إن كانت حافظة , أو بمراجعة الحفظ , وإلا قرأت
من المصحف ما تيسر لها , وإن لم تكن تعرف القراءة فيمكنها أن تستمع إليها من
قارئ أو شريط أو تشتغل بشيء من الأذكار , ومن ذلك أن تقول : ( لا إله إلا الله
وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) مائة مرة . وبعدها
تقول : ( سبحان الله وبحمده ) مائة مرة . ليحصل لها ما وعد النبي صلى الله عليه
وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ( من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك
وله الحمد وهو على كل شيء قدير , في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب , وكتب
له مائة حسنة , ومحيت عنه مائة سيئة , وكانت له حرزاً من الشيطان في يومه ذلك ,
حتى يمسي , ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه ) وقال : ( من
قال : سبحان الله وبحمده , في يوم مائة مرة حطت خطاياه , وإن كانت مثل زبد
البحر )
وقول : (لا حول ولا قوة إلا بالله ) , لأنها كنز من كنوز الجنة , فقد أوصى
النبي صلى الله عليه وسلم أبا موسى الأشعري حيث قال له : (( ألا أدلك على كنز
من كنوز الجنة ، قلت : بلى يا رسول الله ، قال : قل لا حول ولا قوة إلا بالله
)) .
وإن
خير ما يقضى به وقت المسلم والمسلمة ، بأحب الكلام إلى الله ، وهو ما ثبت في
المسلم من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم (( أحب الكلام إلى الله تعالى أربع : سبحان الله ، والحمد الله ، ولا إله
إلا الله والله أكبر ، لا يضرك بأيهن بدأت )) .
إلى غير ذلك من الأذكار والأدعية والأوردة .
وبعد
طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح ، تصلي الصائمة ركعتين ، أو ما شاءت من ركعات ،
ثم تأخذ قسطاً من الراحة والنوم ، ولا تنسى الأذكار الواردة عن النوم ، من
قراءة آية الكرسي ، وقولها: ((باسمك اللهم أحيا وأموت )) .
قراءة المعوذات ، والنفث في اليدين ، ومسح الجسد بيديها ، كما ثبت في الصحيحين
عن عائشة – رضي الله عنها - (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ
مضجعه نفث في يديه ، وقرأ بالمعوذات ، ومسح بهما جسده ))
وقولها : الحمد الله الذي أطعمنا وسقانا ، وكفانا ، وآوانا ، فكم ممن لا كافي
له ولا مؤوى )) وغيرها كثير .
واحرصي
على أن تعلمي أولادك هذه الأذكار عند نومهم ؛ لأن ذلك من التربية لهم ، والدعوة
إلى الله ، وفيها حفظ لهم وحرز من الشيطان ، وتعويد لهم على طاعة الله .
*
صلاة الظهر :
أختي المسلمة :
إن لم تكوني مرتبطة بدوام أو دراسة ، فاستيقظي قبل الظهر ، ولو بزمن يسير لتصلي
سنة الضحى ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بها عدداً من الصحابة – رضي
الله عنهم – وليس لها عدد معين .
فإذا أذن الظهر فاستمعي له ، وقولي مثل ما يقول المؤذن ، وادعي بما ورد بعد
الأذان .
ثم صلى سنة الظهر القبلية ، وهي أربع ركعات ثم صلي الظهر وبعدها صلي ركعتين .
وإن شئت أربع ركعات ، وهو أفضل . ولا تنسي الأوراد عقب الصلوات ، وأن تقرئي ما
تيسر من القرآن .
أختاه
:
احرصي على إيقاظ أولادك وإخوانك لأداء
الصلاة سواء الظهر ، أو العصر ، أو غيرهما ، فإن هذا من التعاون على البر
والتقوى .
بيوت الصائمات :
إن رمضان شهر القرآن ، فالله أنزل
فيه كتابه ، قال تعالى : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ
هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } . وأمر المسلم
بقراءته ، ورغب أن يجعل لبيته قسطاً من القراءة القرآن .
فينبغي للصائمة أن تجعل لها حزباً يومياً من كتاب الله ، تقرؤه في أثناء نهارها
وليلها ، وأوقات فراغها ، فلا أقل من أن تختم القرآن في شهر ، كما أمر النبي
صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – وإن قرأته في
نصف شهر أو أسبوع ، أو ثلاثة أيام ، فهو أفضل ، فقد كان عبد الله بن عمرو وتميم
الداري – رضي الله عنهما –يختمان كل ثلاثة أيام ، وبين لنا صلى الله عليه وسلم
أن البيت الذي يقرأ فيه القرآن لا يقربه الشيطان ، ولقراءتك للقرآن تأثير على
الأطفال والصغار ، إذ يسمعون آيات الله تتلى عليهم ، وقراءة القرآن سبب لنزول
رحمة الله عليكم .
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال :قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : (( إن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان )) .
وإن نعمة الله علينا في هذا العصر وجود إذاعة القرآن ، وأشرطة القرآن ،
والمحاضرات المتوافرة في كل مكان ، فيمكن للأخت المسلمة أن تسمع آيات الله طيلة
وقتها ، وتسمع كل خير عن طريق هذه الأجهزة .
وكم من الأخوات لا يستطعن القراءة من المصحف ، وعوضها الله بسماع هذه الأشرطة
الطبية ، فتزداد أجراً وثواباً بسبب سماعها ، وبهذه الوسيلة يصبح البيت يدوي
فيه القرآن دوي النحل ، بدلاً من أن يُدوي فيه الزمر والطرب .....
فقد كانت بيوت الصحابة مليئة بذكر الله – تعالى – فلنحرص على أن نكون مثلهم .
*
صلاة العصر
إذا أذن العصر فرددي مع المؤذن كما
يقول ، وصلي أربع ركعات قبل الفريضة ، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال : (( رحم الله امرءاً صلى قبل العصر أربعاً )) { رواه أبو داود والترمذي
بسند حسن } ، ثم صلي الفريضة ، ولا تنسي الأذكار عقب الصلاة ، وبعدها تنطلق
الأخت إلى إعداد ما تحتاجه الأسرة من الطعام دون مبالغة ولا إسراف . واحتسبي في
إعدادك للطعام ، وأنك تقومين على خدمة صائمين ، فلك أجر عظيم بهذا العمل ،
ويمكن إشغال سمعك بما ينفع من سماع لإذاعة القرآن أو شريط إسلامي .
*
فرحة الصائمة :
وقبيل المغرب تنتظر الصائمة المؤذن
، حيث امتنعت عن الأكل والشرب طيلة يومها ، استجابة لربها ، وعليك أختي المسلمة
أن تشغلي هذا الوقت بالدعاء فإنه وقت إجابة كما ورد .
فإذا أذن المؤذن استحب لها تعجيل الفطر ، كما روى البخاري ومسلم من حديث سهل بن
سعد – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يزال الناس بخير
ما عجلوا الفطر وأخروا السحور )) ، ولا تغفلي عن البسملة قبل الأكل ، وأفطري
على تمر – إن تيسر – ثم رددي مع المؤذن ما يقول ،واسألي الله الوسيلة ،
والفضيلة ، لنبيك محمد صلى الله عليه وسلم .
*
ملاحظة :
يلاحظ على كثير من البيوت قبل
الإفطار أنهم يضعون موائد كبيرة ومتنوعة الأصناف ، مما يؤدي إلى التأخر عن صلاة
المغرب ، أو فوات تكبيرة الإحرام ، أو بعض الركعات ، أو فوات الصلاة بالكلية ،
وهذا لا ينبغي في غير رمضان ، فكيف في رمضان ؟!
أختي
المسلمة : كوني عوناً لأهل بيتك في طاعة
الله ، فقدمي لهم طعاماً يسذ جوعهم ، واتركي الباقي بعد صلاة المغرب ؛ لأن ترك
الصلاة مع الجماعة معصية ، وخطر عظيم .
كما أُذكرك أن لا تنسي الأذكار بعد الإفطار بعد أن أذهب الله عنك الظمأ ،
وابتلت العروق ، ومن هذه الأذكار ما رواه عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما –
قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أفطر : (( ذهب الظمأ ، وابتلت
العروق ، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى )) ٍ[ رواه أبو داود والنسائي بسند حسن
]
وقوله : (( الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا ، وجعلنا مسلمين ))
بعد الإفطار أدي صلاة المغرب في أول وقتها ، والأوراد التي بعدها ، وأذكار
المساء ..
ثم صلي راتبة المغرب ، وما بين المغرب والعشاء يكمل الصائم أو الصائمة وجبة
الإفطار ، وما بقي يمكن شغله مع الأهل بفائدة ، إما بدرس القرآن ، أو بقصة
صحابي أو سرد غزوة من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم . قال علي بن الحسين –
رضي الله عنه - : كانوا يعلموننا المغازي والسير ، كما يعلموننا السورة من
القرآن .
فإذا أذن للعشاء فاستمعي للأذان ورددي معه وقولي ما ورد ، ثم أدي صلاة العشاء
وسنتها التي بعدها .
*
صلاة التراويح :
أختي المسلمة :
إن مما تميز به رمضان صلاة التراويح ، إذ ورد في فضلها أحاديث كثيرة ، منها ما
ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من قام رمضان إيماناً
واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه )) أي إيماناً بالله ، وما أعده من الثواب
للقائمين ،واحتساباً أي : طلباً لثواب الله ، لم يحمله على أدائها رياء ولا
سمعة ، ولا غير ذلك .
والسنة للمرأة أن تصليها في منزلها ، وهو أفضل لحديث النبي صلى الله عليه وسلم
: (( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن )) .
وعددها إحدى عشر ركعة ، تسلم من كل اثنتين ، والسنة إطالة القراءة فيها ، لا
العجلة ونقرها كنقر الغراب ، وللمرأة أن تصلي التراويح في المسجد ، وإذا صلت في
المسجد فليكن مع إمام حسن الصوت ، ليؤثر القرآن على قلبها وجوارحها ، كما قال
تعالى : {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً
وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } وقال :{إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ
الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً}
ولا تنصرف من الصلاة حتى ينصرف الإمام من آخر ركعة ، ليكتب لها قيام ليلة كاملة
، فإذا سلم الإمام من وتره وسلمت قالت : سبحان الملك القدوس ، ثلاثة مرات .
*
تنبيه :
إذا خرجت المرأة للصلاة في المسجد
فلا يجوز لها أن تخرج متزينة أو متبرجة أو متعطرة لما في ذلك من المفاسد
العظيمة ، فإن بيوت الله مواطن عبادة لا صالات فرح وتجمل .
*
بعد التراويح إلى السحر
كثير من الصائمين والصائمات يسهرون
الليل كله ، إما في مباح ، أو محرم ، مما يضطرهم إلى نوم غالب النهار ، فيضيعون
عليهم كثيراً من أعمال الخير !!
فمنهم من يسهر ليله على المعاصي والآثام ، إما بزيارات يتخللها كلام في أعراض
الناس من غيبة أو سخرية أو نميمة أو غيرها . وإما في جلوس عند أجهزة اللهو أو
الطرب ، أو متابعة الأفلام الماجنة ، أو قراءة لمجلات ساقطة هابطة لا خير فيها
في الدنيا ولا في الآخرة ، أو خروج للأسواق من غير حاجة ماسة وتضييع للأوقات .
فنقول لهؤلاء : أين أنتم من سيرة السلف ولياليهم – رضي الله عنهم – إذ
يقضون غالب أوقاتهم في طاعة الله ، وينامون جزءاً منه ، ليتقووا على فعل
الخيرات والمنافسة في الطاعات .
إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال للأمة مرغباً في شغل أوقاتها في كل خير :
(( فأروا الله من أنفسكم خيراً ))
ونقول لهؤلاء : اتقوا الله في رمضان ، ولا تضيعوا أوقاته فيما لا ينفع ،
وفيما لا يكون سبباً لمغفرة ذنوبكم ، فاجتنبوا المعاصي والآثام صغيرها وكبيرها
.
*
أعمال يمكن للمسلمة أن تشغل وقتها بها في رمضان :
1.
زيارة أقاربها ، وصلة أرحامها ، وتكون مشتملة على النصح والتوجيه ، وإهداء
الأشرطة المناسبة لهم ، من قرآن ، ومحاضرات ، وكتيبات صغيرة . قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : (( الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ، ومن
قطعني قطعة الله )) [ رواه البخاري ومسلم ].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من سره أن يبسط الله في رزقه ، وأن
ينسأ له في أثره ؛ فليصل رحمه )) [ رواه البخاري ومسلم ].
2.
زيارة الجيران لا لتضييع الوقت ، وإنما امتثالاً لحديث النبي صلى الله عليه
وسلم : (( لا يزال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )) .
وهذه الزيارة يكون شيء من الإهداء والتعاون على البر والتقوى والتناصح .
3.
محاولة حفظ شيء من القرآن ولو قليلا، لتكوني من خير هذه الأمة ، قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:(( خيركم من تعلم القرآن و علمه )).أو حفظ بعض أحاديث النبي
صلى الله عليه وسلم.
4.
التعاون بين الأخوات لوضع درس علمي بينهن في بعض ليالي رمضان ، لتحفهن الملائكة
، وتغشاهن الرحمة ، وتنزل عليهن السكينة ، ويذكرهن الله فيمن عنده .
5.
حضور المحاضرات والدروس المقامة في بعض المساجد – إن تيسر ذلك – لتتفقه في
دينها ، لأنهم هم القوم لا يشقى بهم جليسهم .
6.
سماع بعض الأشرطة ، ومحاولة تلخيصها ، والاستفادة منها . وأعني بها أشرطة
الدروس لا المحاضرات .
7.
وضع برنامج لها لقراءة بعض الكتب ، وبحث بعض المسائل العلمية ، وإن كان الأفضل
إشغال وقتها بتلاوة القرآن أو حفظه .
8.
إذا كانت الأخت تحسن قراءة القرآن ، فينبغي لها أن تجعل لها حلقة لتدريس القرآن
الكريم ، لأهل بيتها أو جيرانها ، لما في ذلك من الثواب العظيم .
9.
الجلوس مع أولادها أو إخوانها لتربيتهم على حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
، وحب الطاعات ، وعلى الأخلاق الفاضلة ، والآداب الإسلامية ، إما بتحفيظهم لبعض
الآيات أو بعض الأدعية والأذكار ، أو قص بعض القصص الإسلامية .
فكم من
أخوات تظن أن التربية للأولاد في إعداد الطعام ، وتنظيف الملابس وغيرها ، وتنسى
تربية القلب والروح ، وهذا من الجهل بالتربية الحقيقية .