| 
  
  
  الحق أبلج والسيوف عواري  ***  شُحذت لأهل الرجس والأوزارِ 
	من كف صنديد إذا حمي الوغى  ***  خاض الردى بالصارم البتارِ 
	للحق أوس آخرون وخزرج  ***  بلقرنُ قومي من بنى الأنصارِ 
	ولقد فجعتُ وزاد همي إذ أتى  ***  خبر يفوق جلائل الأخبارِ 
	قالوا بأن سخيف عقل تافه  ***  أهدى الأذى لمجدّد الأقطار 
	تبت يدا هذا الحقير وأفلست  ***  كفاه إذ يبنى بجرف هارِ 
	ما ضر نور الشمس نفخة خامل  ***  متحذلق من كل فضل عارِ 
	وضع القبول لشيخنا وإمامن  ***  في السهل والأنجاد والأغوارِ 
	وروت فضائله الأنام وسافرت  ***  شهراً رسائله مع الخطارِ 
	واستقبل التاريخ فجر حضوره  ***  والناس حيث علمه بنهارِ 
	عمرت رسائله القلوب وأبهجت  ***  فتواه أهل البدو والحضارِ 
	ودعا له في الأرض كل موحد  ***  من أرض أندلس إلى سنجارِ 
	وهوت على صيحاته وندائه  ***  أوثان شرك ملاعب الكفارِ 
	سحقت به الأصنام وانتصرت به  ***  أجيال أحمد سيد الأبرار 
	وتفتحت كل القلوب لقوله  ***  إذ أصله مما أتى في الغارِ 
	كانت قبور الشرك يذبح عنده  ***  ويطوف أهل الجهل بالأحجارِ 
	وتقرب القربان من أهل الهوى  ***  وتعلق الشارات بالأشجارِ 
	حتى أتى هذا المجدد حامل  ***  نور الهدى من شرعة المختارِ 
	ما زاد في دين الرسول زيادة  ***  كلا ولم ينقص عن المقدارِ 
	بل تابع المعصوم في تعليمه  ***  وسقى القلوب بفيض نهر جارِ 
	ما كان صوفياً ولم يك غالي  ***  حاشاه من نصب ورفض طاري 
	كلا وما كان الخوارج صحبه  ***  ما ذاك في ورد ولا إصدارِ 
	بل كان سنياً إماماً عالم  ***  حمل الهدى حبر على الأحبارِ 
	وعلى الدليل بنى جميع أصوله  ***  من منبع القرآن والآثار 
	هو قامع الشرك الوبيل بسيفه  ***  ومجددِ الإسلام في الأمصار 
	نسف الضلالةَ والخرافةَ والهوى  ***  والبدعة الشنعاء بالبتارِ 
	صارت محبته علامةَ ناصر  ***  للدين والبغضاء للأشرار 
	فإذا رأيت المرء يلمز نهجه  ***  ويعيبه بدسائس الأفكار 
	فاهجر مريض القلب في أهوائه  ***  ودع الخنا لمجالس الفجارِ 
	تمت خسارة كل من كره الهدى  ***  والله يلحقه بأهل النارِ 
	فاز الإمام محمد مكانةٍ  ***  تسمو على الجوزاء في المقدارِ 
	وله لسان صدق في أزمانن  ***  مسك المديح كجونة العطارِ 
	فرحت بدعوته المدائن كله  ***  فرح الديار بصيب الأمطارِ 
	وتباشرت كل القرى بقدومه  ***  كتباشر العباد بالأسحارِ 
	طالع رسائله ودونك علمَه  ***  واستفت قلبك فهو ذو أسرارِ 
	فإذا رأيت الصدر مشروحاً له  ***  والقلب في فرح وفي إعمارِ 
	فاحمد إلاهك إذ هداك ولا تقل  ***  حزت الهدى بجدارة وبدارِ 
	وكتابه التوحيد كررّ درسَه  ***  ما مُل من درس ومن تكرارِ 
	فهو المصفى من جميع شوائب  ***  قد صانه من لوثةِ وعثارِ 
	وهو الفريد أصالةً وبراعةً  ***  هتفت له الأرواحُ بالإكبار 
	وجميع ما خطت يمينُ إمامِن  ***   هي غايةُ التحقيق للأخبارِ
	
	فا لله يجزيه الذي هو أهلُه  ***  ويحله في الخلد عقبى الدارِ 
	ويذل شانئه ويمحق خصمه  ***  ويضاعف النكباتِ لكفارِ 
	يا رب يا من نصره متحقق  ***  لا تبق فوق الأرض من ديّارِ 
	وإذا هجا نذل إماما بارع  ***  ما ضر ليث الغاب صوت الفارِ 
	خذها قواف كالصواعق أرسلت  ***  قد حل بالأنذال يومُ دمارِ 
	إن لم يكن حسان ربُ قريضه  ***  فأنا نسجتُ بشعره أشعاري 
 
		
  المصدر: ترانيم 
	موحد للدكتور عائض القرني