الحمد لله :
يتلقف البعض مسمى الوهابية وكأنها فريدة الدهور ، و وحيدة العصور ، وأتت بما لم
يأتِ به الأنبياء والمرسلون !! .
وأن الإمام محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله تعالى – قد رسم عقيدة جديدة ، وأحدث
ملة مبتكرة ، وخالف إجماع الأولين والآخرين ! .
وغير ذلك من الإفك الذي لا ينطلي إلاّ على أشباه البهائم من البشر ! .
والعجيب أن عامة من انتقد دعوة هذا الإمام وطريقته لم يستدل بشيٍ من كلامه غير
نقولاتٍ جمعها من أفواه خصومه !! .
وهذه والله هي البلية ، والجور في القضية ! .
ولهذا ما من منصفٍ نظر في كلام الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى ،
وسبر سائر كتبه إلا وجزم يقيناً أنه من الأئمة المتبعين لا المبتدعين.
وأنه ما جاء بشي خالف فيه الكتاب والسنة ، وطريقة السلف الصالح المرضي عنهم .
وقد أوقفنا الخصوم في مجالس المناظرة ، وفي الردود المكتوبة على إثبات هذا
الإحداث فسقطوا في أيديهم ، وفزعوا إلى التحريف ، والتهويل ! .
والعجيب أن خصوم دعوة الشيخ رحمه الله تعالى هم الأحق بأن يوصفوا بداء الإحداث
في الدين ، وشرع ما لم يأذن الله تعالى به ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ، وما
أظن تلك الزوبعات ، وهذه الافتراءات إلا لإبعاد الأنظار عن كشف بدعتهم ،
وإحداثهم في الدين .
وعلى هذه الدعوة المباركة سار الأئمة من بعدهم ، فنصر الله بهم الدين ، وأقام
بهم توحيد رب العالمين ، وأحيا مراسم شريعة سيد المرسلين ، فعادت العزة لهذه
الأمة بعد السبات ، واشتد عودها بعد الضعف والشتات ، ولله الحمد والمنة .
ومما يجب التأكيد عليه :
أن الوهابية ليست حوزة رافضية ، ولا طريقة صوفية : يحدها خرقة أو طقوس معينة !
.
وإنما هي دين الله تعالى وشريعته ، لا تُعرف بالرجال ، وإنما الرجال يعرفون بها
.
فليست حكراً على قطرٍ دون قطر ، ولا على جيلٍ دون جيل ، ولا على مدرسة دون
مدرسة ، ولا تحتويها الجنسيات ، ولا تحجبها الحدود والسياسات ، فمن أصاب دين
الرسول صلى الله عليه وسلم ، وسلك شريعته ، واتبع منهج أصحابه والتابعين لهم
بإحسان فهو في مصطلح الخصوم : وهابي ! .
نعم : وهابي ، حيث وهبه الله تعالى الهداية للتوحيد ، والالتزام بالسنة ، في
زمن مدلهمات الفتن ، ومعضلات المحن .
نعم : وهابي ، حيث وهبه الله تعالى الحنيفية السمحة ملة إبراهيم ، وصرفه عن
عبادة الأوثان ، والإشراك بالله تعالى .
نعم : وهابي ، حيث وهب : عرضه ، وماله ، ودمه : في ذات الله تعالى ونصرة دين
الله : بيده ، ولسانه ، وقلبه .
فلهذه وتلك كانت الرفعة لهم ، والعزة لهم : بالحجة في كل حين ، وبالقوة أحايين
.
إمامهم : محمد صلى الله عليه وسلم .
لواؤهم : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً – صلى الله عليه وسلم –
رسول الله .