|
هذه السلسلة هي عبارة عن تعريف بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية المتوفى سنة ( 728هـ
) – رحمه الله –, أردت بها أن تكون مدخلاً صغيراً لتقريب علومه لطلاب العلم ,
ومن يريد أن يتعرف على مواضيع كتبه وطبعاتها على سبيل الاختصار والفائدة العامة
, بحيث يستفيد كل من لم يكن لديه القدرة على اقتنائها , إما بسبب ندرة المكتبات
في بلاده , أو بسبب العيش بعيداً عن مواطن العلماء والتعليم خارج الوطن
الإسلامي , أو لأي سبب أو ظرف كان .
في البداية ينبغي أن ننبه إلى أن كُتب الشيخ تنقسم إلى قسمين :
1/ كتب خارج مجموع الفتاوى , مثل : كتاب النبوات , وكتاب الاستغاثة , وكتاب
الاستقامة , وكتاب منهاج السنة النبوية , وكتاب اقتضاء الصراط المستقيم وكتاب
بيان تلبيس الجهمية .. وغيرها .
2/ كتب داخل مجموع الفتاوى المكون (37) مجلد , مثل : كتاب العقيدة التدمرية ,
وكتاب العقيدة الحموية , وكتاب العقيدة الواسطية , وكتاب السياسة الشرعية ,
وكتاب العبودية , وكتاب رفع الملام عن الأئمة الأعلام , وكتاب الرسالة القبرصية
.. وغيرها .
فنبدأ – مستعينين بالله – في التعريف بالكتب التي هي خارج المجموع , على النحو
التالي :
كتاب رقم (1)
( الإخنائية )
سبب التسمية للكتاب :
سبب التأليف والتسمية راجع لمن كان الرد عليه وهو : تقي الدين محمد بن أبي بكر
بن عيسى السعدي المعروف بابن الإخنائي المالكي المصري المتوفى سنة ( 750هـ ) .
موضوع الكتاب :
يدور حول مشروعية شد الرحال إلى زيارة القبور , وعلى رأسها زيارة قبر النبي صلى
الله عليه وسلم , وقبور الأنبياء والصالحين .
بدأ المؤلف الكتاب بمقدمة جامعة ومفيدة , حول وجوب طاعة الله ورسوله صلى الله
عليه وسلم , باطناً وظاهراً مستدلاً بجملة من الآيات والأحاديث ثم تعرض إلى سبب
التأليف , فقال : ( قد أرسل إلي بعض أصحابنا جزءاً أخبر انه صنفه بعض القضاة ,
قد تكلم في مسألة التي انتشر الكلام فيها , وهي السفر إلى غير المساجد الثلاثة
, كالسفر إلى زيارة القبور هل هو محرمة أو مباحة أو مستحبه ؟ )[ص101] ثم بدأ
بالرد على شبه المعترض , وما استدل به من أدلة غير صحيحة في جواز شد الرحال إلى
القبور , وخطر ما يفضي إليه هذا العمل على العقيدة الإسلامية , ثم بين أن القول
الصحيح والراجح في هذه المسألة – مع نقل الأدلة وبعض أقوال العلماء الفحول - ,
هو : التحريم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم , كما في الحديث الصحيح : (( لا
تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام , ومسجدي هذا والمسجد الأقصى
)) .
طبعات الكتاب :
أفضل الطبعات الموجودة والمعروفة للكتاب , طبعة ( دار الخراز ) تقع في ( 525)
صفحة . تحقيق : أحمد بن مونس العنزي . مقابلة على (3) مخطوطات وبعض الطبعات ,
كطبعة الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء , والطبعة التي بهامش
الرد على البكري . أيضاً الكتاب مخدوم بـ(3) فهارس علمية على النحو التالي :
1/ فهرس الرسوم وتخطيطات الحرم المدني 2/ فهرس المصادر 3/ فهرس الموضوعات. نال
المحقق على إحراجه درجة الماجستير من جامعة الملك سعود بالرياض .
كتاب رقم (2)
( الصفدية )
سبب التسمية للكتاب :
قال محقق الكتاب الشيخ الدكتور محمد رشاد سالم – رحمه الله - في المقدمة : (
أما عنوان الكتاب فهو كما قال الصفدي : \" جواب رسالة \" أي أن سائلاً سأله عن
مسألة فأجابه ، وهذا ما نجده في أول الكتاب , والسائل – كما هو ظاهر – من مدينة
صفد , وهي مدينة – كما نعلم – بفلسطين , ولذلك عرفت الرسالة أو الكتاب بالصفدية
نسبة إلى المدينة التي ورد السؤال منها )[ج1ص2] .
موضوع الكتاب :
قال ابن عبد الهادي في كتابه \" العقود الدرية \" - كما نقل المحقق – : ( وكتاب
يُعرف بالصفدية في الرد على الفلاسفة في قولهم أن معجزات الأنبياء عليهم السلام
, قوى نفسانية وفي إبطال قولهم بقدم العالم ) ولكن الشيخ محمد رشاد سالم استدرك
على ابن عبد الهادي , فقال : ( والواقع ان الكلام على قدم العالم ونفي الصفات
والرد على الفلاسفة في ذلك ثم على كلامهم في المعجزات , إنما يشغل ثلث الكتاب
فقط إذ ينتهي في ظهر صفحة (27) بترقيم المخطوط , ( ص236 ) بأرقام طبعتنا هذه ,
حيث يقول : \" وهذا قدر ما احتملته هذه الأوراق في جواب هذه المسألة . فإنها
مسألة عظيمة تبنى عليها أصول العلم والإيمان , اجبنا فيها بحسب محتمل الحال ,
وفيها من البسط والقواعد الشريفة ما يعرفه من عرف كلام الناس في هذا الباب \"
ثم يستطرد ابن تيمية في موضوعات مختلفة يرد فيها على آراء الفلاسفة ومذاهبهم
)[ج1ص13].
يبدأ الكتاب في سؤال سائل عن : ( رجل مسلم يقول : إن معجزات الأنبياء – صلى
الله عليهم وسلم – قوى نفسانية . أفتونا مأجورين )[ص1ج1] .
فيجيب الشيخ على السائل بجوابين :
الأول : مجمل , فيقول : ( هذا الكلام – وهو قول القائل : ان معجزات الأنبياء
صلى الله عليهم وسلم قوى نفسانية – باطل , بل هو كفر يُستتاب قائله ويبين له
الحق , فإن أصر على اعتقاده بعد قيام الحجة الشرعية عليه كفر , وإذا أصر على
إظهاره بعد الاستتابة قتل ) .
والجواب الثاني : جواب مفصل يستطرد فيه بعد ذلك في الرد على السؤال .
طبعات الكتاب :
لا اعرف للكتاب طبعة علمية غير طبعة الشيخ المحقق الدكتور محمد رشاد سالم ,
الذي يعد الرجل الثالث - بعد الشيخ عبد الرحمن وابنه محمد القاسم أصحاب مجموع
الفتاوى - , في تحقيق وجمع تراث شيخ الإسلام ابن تيمية .
وعلى العموم كل ما يخرج في المكتبات من طبعات تجارية لهذا الكتاب , فهي عالة
على طبعة الشيخ محمد رشاد . الكتاب يقع في جزأين مجموعة في مجلد واحد يبلغ عدد
صفحاته ( 748 ) , مخدوم بـ(8) فهارس فنية وعلمية على النحو التالي :
1/ الآيات القرآنية 2/ الأحاديث النبوية 3/ الأعلام المترجمة 4/ الفرق والطوائف
5/ الأماكن والبلدان 6/ أسماء الكتب 7/ مراجع التحقيق 8/ الموضوعات .
كتاب رقم (3)
( النبوات )
سبب التأليف للكتاب :
نقلت هذا الفصل باختصار من قول محقق الكتاب الدكتور : عبد العزيز الطويان في
سبب التأليف , فقال : ( ألف شيخ الإسلام – رحمه الله – كتاب النبوات لأمرين ؛
عام وخاص . أما الأمر العام فهو :
أ - أبراز معتقد أهل السنة والجماعة في الفرق بين النبي والمتنبي ومعرفة طرق
إثبات النبوة , والفرق بين خوارق العادات .
ب – الرد على المخالفين في النبوات من المتكلمين – أشاعرة ومعتزلة ومن وافقهم –
والفلاسفة .
وأما الأمر الخاص الذي ألف شيخ الإسلام – رحمه الله – لأجله كتاب النبوات :
فقد ناقش شيخ الإسلام – رحمه الله – في هذا الكتاب الأشاعرة مناقشة تفصيلية
مستفيضة , وذلك من خلال مناقشة لشيخهم الباقلاني في كتابه \" البيان \" الذي هو
العمدة عند الأشاعرة في مبحث النبوات )[ج1ص97] .
كما أن الكتاب لا يخلوا من مباحث علمية مفيدة ومتنوعة , تتصل بالموضوع وتفيد
القارئ يسهل الوصول إليه عن طريق المطالعة للكتاب , أو من خلال الرجوع للفهارس
العامة .
طبعات الكتاب :
للكتاب عدة طبعات قديمة وتجارية حديثة , ومن أجود ما خرج للكتاب , طبعة \"
أضواء السلف \" تحقيق الدكتور : عبدالعزيز بن صالح الطويان . طبعة فاخرة بالورق
الأصفر , تقع في مجلدين ضخمين بلغ عدد صفحات كل من هما ( 1198) , مع التذييل بـ(10)
فهارس عامة , وهي كتالي :
1/ الآيات القرآنية 2/ الأحاديث النبوية 3/ الآثار4/ الأعلام المترجم لهم 5/
الأماكن والبلدان 6/ الفرق والطوائف 7/ المواد والمصطلحات اللغوية والكلامية 8/
الأبيات الشعرية 9/ المصادر 10/ الموضوعات .