|
8 ـ
الشيخ محمد حامد الفقي رئيس
جماعة أنصار السنة المحمدية من علماء الأزهر الشريف في كتابه (( أثر الدعوة
الوهابية ))
قال : الوهابية نسبة إلى الإمام
المصلح شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب مجدد القرن الثاني عشر . وهي نسبة على غير
القياس العربي .
والصحيح أن يقال المحمدية ، إذ أن اسم صاحب هذه الدعوة والقائم بها هو محمد ، لا
عبد الوهاب ، ثم قال بعد كلام :
وإنهم لحنابلة متعصبون لمذهب الإمام أحمد في فروعه ككل أتباع المذاهب الأخرى ،
فهم لا يدعون ، لا بالقول ، ولا بالكتابة أن الشيخ بن عبد الوهاب أتى بمذهب جديد
، ولا اخترع علماً غير ما كان عند السلف الصالح ، وإنما كان علمه وجهاده لإحياء
العمل بالدين الصحيح وإرجاع الناس إلى ما قرره القرآن في توحيد الإلهية والعبادة
لله وحده ذلاً وخضوعاً ، ودعاءاً ، ونذراً وحلفاً، وتوكلاً ، وطاعة لشرائعه .
وفي توحيد الأسماء والصفات ، فيؤمن بآياتها كما وردت ، لا يحرف
ولا يؤول ، ولا يشبه ، ولا يمثل ، على ما ورد في لفظ القرآن المبين ، وما جاء عن
الرسول صلى الله عليه وسلم ، وما كان عليه الصحابة وتابعوهم والأئمة المهتدون ،
من السلف والخلف رضوان الله عليهم ، في كل ذلك وأن تحقيق شهادة أن لا إله إلا
الله وأن محمداً رسول الله لا يتم على وجهه الصحيح ، إلى بهذا انتهي بتلخيص .
9 ـ كلام
عبد المتعال الصعيدي : في
كتابه (( المجددون في الإسلام ))
قال عنه : هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، ثم
ذكر ولاته ونشأته ، ورحلاته لتحصيل العلوم ، ثم قال :
وقد رجع إلى بلده بعد هذه الرحلة العلمية الطويلة ، وقد تهيأ له بها ما لم
يتهيأ لغيره من علماء نجد ، فكان أوسع منهم علماً ، وأعرف بالعلماء السابقين
الذين كانت لهم جولة في الإصلاح ، ولم يقع في ذلك الجمود والركوع ، الذي وقع
فيه علماء عصره حتى ألفوا ما فيه من البدع وأخذوها على أنها من أصول الدين
وأركانه .
فلما عاد الشيخ إلى بلده ، لم يرض بما رضى به العلماء نجد ، من السكوت على
تلك البدع ، وأوراد أن يعيد في محاربتها عهد أسلافه من الحنابلة ، ولاسيما
الشيخ ابن تيمية رحمه الله .
وكان قد درس كتبه ورسائله الإصلاحية ، فيما درسه في نشأته.
وأخذ يدعو إلى مثل ما عاد إليه ابن تيمية قلبه ، من التوحيد بالعبادة لله
وحده ، وإنكار التوجه إلى أصحاب القباب والقبور ، وإنكار التوسل بالأولياء
والأنبياء إلى الله في قضاء الحاجات .
وقد بدأ الشيخ محمد بن عبد الوهاب دعوته في بلده بلين ورفق ثم أخذ يرسل بها
إلى أمراء الحجاز وغيره من الأقطار .
ولما رأى أهل بلده مثابرته على دعوته ، قاموا باضطهاده ، فتركهم إلى بلدة
الدرعية بنجد ، وكان أميرها محمد بن سعود ، فعرض عليه دعوته فقبلها ، وقام
بحمايتها ونشرها في بلاد العرب .
ولم يزل الشيخ يقوم بدعوته في حماية هذه الإمارة إلى أن مات رحمه الله سنة
1206هـ انتهى ملخصاً.
المصدر كتاب : الشيخ محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية
ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه