عندما تعنّ لك حاجة في إحدى الدوائر الحكومية – مثلاً – أوأيّ جهة أخرى وتتمنى
أن تقضى لك بسهولة ويسر فإنك تبادر بالبحث عن أقرب طريق للوصول إليها , بالسؤال
عن من بيده الأمر وكيفية الوصول إليه عبر الوسائط التي تسهّل لك المهمة , وهي
حاجة من الحوائج التي ينزلها الناس - في الغالب - بمخلوقين مثلهم وقد يتحقق لهم
مايريدون وقد لايتحقق , حتى نسمع وتسمع – أخي – من يقول : انتبه الأمر كله بيد
المدير أو الرئيس إن لم ينفعك فلن ينفعك أحد مهما كان , وهنا أقول : أين
اللـــــه ؟؟ أين اللـــــه ؟؟ أين اللـــــه ؟؟ أنزل به حاجتك , وارفع أكف
الضراعة إليه واعتمد وتوكل عليه , ألم يقل النبي – صلى الله عليه وسلم – (
لوأنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح
بطاناً ) والمشكلة هنا – أيضاً – أن من لايملك واسطة في أيّ حاجة من حوائجه,
يقال عنه : فلان مسكين ماله إلا الله !!!! ونعم باللـــه لامعطي لما منع
ولامانع لما أعطى
أخي : أتمنى أن ننزل كل حاجاتنا باللــه تعالى فهو المعين والمستعان وعليه
التكلان وهو الذي يسخر لك المدير والرئيس ومن تحتهم من مسؤولين لقضاء حوائجك ,
إذاً : أول ماتبدأ به مباشرة في قضاء حوائجك التعلق بقاضي الحاجات وهو اللـه
تعالى والانكسار بين يديه وتحرّي الأزمان والأماكن الفاضلة الشريفة مع طيب
المأكل والمشرب والصلاة على النبي - عليه الصلاة والسلام – والصدقة إن أمكن فهو
أكمل وأفضل , وياليتك تذكّر من ترى بذلك فهو أعظم لأجرك خصوصاً أننا بهذا نقوّي
جانباً من العقيدة نخشى اهتزازه .
|