|
على هامش اجتماعات الخطباء في إحدى المناسبات الرسمية , والتي تعقد عادةً تحت
مظلة وزارة الشؤون الإسلامية, يجتمع فيها أصحاب الفضيلة ويتجاذبون أطراف الحديث
في شؤونهم وشجونهم , ومما ذكروا تقصير بعض الناس في الحضور المبكر يوم الجمعة ,
لاسيما وأنه نُصّ على مزيته وفضله , وأنّ من فاته التبكير فقد فاته شئ كبير
وعظيم , وقد فرّط في حق نفسه , ومما ذكره أحد الخطباء أن فئاماً من الناس
لازالوا يتأخرون , حتى إنني أنصرف من الصلاة بعد التسليم , فأرى أناساً يقضون
ما فاتهم لالجمعة أو جمعتين أوثلاث , وإنما هذا ديدنهم كل جمعة , وهل من شكر
نعم الله تعالى على العبد أن يأتي في مثل هذه الساعة ؟ إذا كان كبار السنّ ممن
هم بحاجة إلى الراحة , يتغلبون على ظروف الصحة والمرض ويأتون مبكرين فماذا نقول
عن الشباب ؟
دخل عبدالله بن مسعود – رضي الله تعالى عنه – المسجد يوم الجمعة وقد سبقه ثلاثة
فقال : رابع أربعة ومارابع أربعة ببعيد , أين ( من راح في الساعة الأولى من يوم
الجمعة فكأنما قرّب بدنة ...؟ )
متى تقرأ سورة الكهف التي ورد في فضل قرائتها ماورد ؟ متى تحصل لك طمأنينة
وسكينة إذا كنت تأتي إلى الجمعة مسرعاً لاهثاً ؟ لماذا يكون يوم الجمعة – عند
بعضنا – كيوم السبت وكغيره من الأيام ؟ ألم تعلم أنه قد خُصّ بخصائص ليست لغيره
من الأيام ؟ هل تتذكر منها شيئاً ؟ ألم تعلم بأن فيه ساعة لايوافقها عبد مسلم
يسأل الله فيها شيئاً إلا أعطاه إياه ؟ أغنيٌ أنت عن تحرّي هذه الساعة لتنال
فضلها وشرفها ؟ أيُّ زهدٍ هذا الذي نراه يتكرر كل جمعة ؟ ينبغي أن نري الله
تعالى من أنفسنا خيراً في هذا اليوم العظيم من الاغتسال والتطيّب والتبكير
والتنفل وقراءة القرآن والإنصات للخطيب وكثرة الصلاة والسلام على النبي – صلى
الله عليه وسلم – وسؤال الله تعالى والانطراح والتذلل بين يديه ... ميّز هذا
اليوم عن غيره فهو يوم عيد . استعد له جيداً كي تظفر بفضله وحثّ من ترى
للمنافسة في فضله , ودع عنك الكسل والدعة وفضول النوم , فيوم ٌ هذه بعض مزاياه
حرّي بنا أن نتنافس في فضله وفقنا الله لإدراك فضله والفوز به إنه سميع مجيب
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين