|
أرجو أن لايذهب فكرك إلى أيٍّ من القنوات الفضائية التي تبثّ سمومها لجيل غفل
عنه من سيُسأل يوم القيامة عمّا استرعاه الله عليه , حيث يقول النبي – صلى الله
عليه وسلم – ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ... ) الحديث وقبل ذلك قول الحق –
سبحانه – ( ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً...) وهذه ولاشك
مسؤولية كبرى , وأمانة عظمى ... وماقصدته هنا أن تكون أنت قناة توجيه وإصلاح
لأهلك ومجتمعك , فكَر بقناة تسهم فيها بإصلاح مجتمعك ككتابة مقال أو خطبة أو
نصيحة أو خاطرة أو ردّ على من يحاول إفساد مجتمعك , أو أيّ مشاركة ترى فيها
أمراً بمعروف أو نهياً عن منكر , فأبواب الخير مشرعة , وأنت مفتاح من مفاتيح
الخير أرجو ذلك وأتمناه وأنت له أهل – إن شاء الله – تأمل الفرق بين العلماء
والدعاة والغيورين وبين المفسدين في الأرض , شتان مابين الفريقين , وكلٌ سيلاقي
ربه لكن على ماذا ؟ وسل نفسك هل أسهمت بما تملكه من قدرات ومهارات في نفع أمتك
التي هي بأمس الحاجة إلى ذلك في وقت ضعفت فيه الدافعية , وطغى فيه الفتور ,
لاتظن – أخي – أن غيرك سيكفيك المهمة نافس على الخير كما نافسوا , قدّم كما
قدّموا , ضحّ كما ضحّوا , ابذل كما بذلوا , شارك كما شاركوا , واصبر كماصبروا,
وإلا نم نومة الكثيرين الذين غفلوا عن قضايا أمتهم , ويندبون حظهم العاثر ,
وماتعثرت الأمة إلا بهم وبتشاؤمهم وتقاعسهم وتخاذلهم , فاختر لنفسك ياأخا
العرفان , ولعل الله اصطفاك لخدمة دينه , ولعل الله شرّفك بهذا , فانهض وجدّ
واجتهد وكن في مقدّمة القوم
وخطط وفكّر لكن لأمتك لا لحظ نفسك فقط .