|
الصدق عزيز , حث عليه ربنا بقوله ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع
الصادقين ) والصدق كما قال حبيبنا محمد – صلى الله عليه وسلم – يهدي إلى البرّ
, والبر يهدي إلى الجنة .." وللصالحين والفضلاء في الصدق أقوال جميلة وعبارات
سديدة أتحفكم ببعضها: قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - (عليك بالصدق وإن
قتلك) وقال أيضاً: (لأن يضعني الصدق ـ وقلّ ما يفعل ـ أحب إلى أن من أن يرفعني
الكذب وقلّ ما يفعل) وقال : (قد يبلغ الصادق بصدقه. ما لا يبلغه الكاذب
باحتياله) وقال ابن عباس رضي الله عنهما: (أربع من كن فيه فقد ربح: الصدق
والحياء وحسن الخلق والشكر). وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: "ما كذبت مذ
علمت أن الكذب يشين صاحبه" وقال الإمام الأوزاعي رحمه الله: "والله لو نادى
منادٍ من السماء أن الكذب حلال ما كذبت" وقال يوسف بن أسباط رحمه الله: "لأن
أبيت ليلة أعامل الله بالصدق أحب إلى من أن أضرب بسيفي في سبيل الله"، وقال
الشعبي رحمه الله: "عليك بالصدق حيث ترى أنه يضرك فإنه ينفعك .واجتنب الكذب حيث
ترى أنه ينفعك فإنه يضرك"
وقال عبد الملك بن مروان لمعلم أولاده: "علمهم الصدق كما تعلمهم القران".ويقول
الشاعر:
عود لسانك قول الصدق تحظ به *** إن اللسان لما عودت معتاد
يقول الإمام بن القيم رحمه الله الصدق ثلاثة أقسام:
1- صدق في الأقوال. 2- وصدق في الأعمال. 3- وصدق في الأحوال.
أخي : سل نفسك ماالذي يجعلك تخالف الصواب في قولك وفعلك أحياناً ؟ وكم مرّة تقع
في ذلك يومياً ؟ وهل تذكرت آية المنافق ( إذا حدّث كذب ) ؟ وهل أخذت على نفسك
عهداً ألا تقع في دائرة الكذب مهما كانت الظروف , ومهما أضرّ بك الصدق , وليس
بفاعل ؟
أخي : ياأخي : ثم ياأخي : اصدق القول والفعل تفز برضوان الله تعالى , ولايضيرك
مايقول الناس عنك أنه لابد من المجاملات الكاذبة كي نتربع في قلوب الناس على
حساب دخولنا في دائرة الوعيد !!!
أخي : افتح صفحة صدق بيضاء نقية ليس من الغد بل من هذه اللحظة , وارفع شعار
الصدق في كل حين حتى تلقى ربك به , ومايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب
عند الله صدّيقاً , وأنت صدّيق – بإذن الله تعالى –
أخي الحبيب: إن أعظم ما في الصدق أنه يقود صاحبه إلى الجنة، وهذا هو الفوز
العظيم قال – صلى الله عليه وسلم - ((أنا زعيم بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب
وإن كان مازحاً))، فهذا هو الرّبح الأوفر لأهل الصدق، وأي ربح أعظم من الجنة
لكن يبقى أن تسأل نفسك: ما هو نصيبك من هذا الخير العظيم؟ فإنه ما زاد نصيب
الرجل في الصدق إلا وقلّ نصيبه من الكذب، والعكس كذلك، وقد قالوا: قد يكذب
الصدوق ـ أي نادراً ولكن لا يصدق الكذوب ـ. أسأل الله تعالى أن يجعلنا مع
الصادقين وأن يحشرنا معهم وأن يعصمنا من الكذب والزلل وبالله التوفيق .