بسم الله الرحمن الرحيم
نعرف أن التعميم لغة الأغبياء ! لكن أن يصدر هذا الأمر من رجل تظن أنه رمز
أو على أقل الاحوال له مكانته في مجتمعه القريب أو البعيد !
عموماً يكثر بين الناس مبدأ كونوا مثلي او انتم فاشلون ! ما أقوله حق وما
يقوله غيري خطأ ! إلى آخره ! حينما نؤمن بالتنوع بين الناس "وجعلناكم
شعوباً وقبائل" وتؤمن بأن الله خلق الخلق وهم متنوعين مختلفين بالأفكار
والعادات والاهتمامات وتنوعهم أيضأ في مجالات حياتهم مذاهبهم وأشياء كثيرة
ندركها ولا ندركها , ابتلينا بأقوام يعملون على قاعدة "ان لم تكن معي فأنت
عدوي او على أحسن الاحوال انت مجرم يجب التحذير منه ومعاداته !! " وما
يعتقده يكون صحيح دائماً وابداً و ما يقوله الشخص الذي رمّزه هو شيء صحيح
مطلق بلا نقاش ! ويجب العمل به و الاختلاف معه جريمة !. فقط تأمل أحاديث
وقصص كثيرة في زمن الصحابه تجعلنا نقف نحترم اختلاف الرأي والفكرة وتقبله ,
تخيل معي أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول رأياً أمام صحابته وأتباعه وهو
الرمز للإسلام كله بهيبته صلى الله عليه وسلم , ويقول رأيه في جرب فيقول له
الصحابة أهو منزلاً أنزلك الله إياهـ أم الحرب و الخديعة ؟ " قال بل الحرب
والخديعة " ثم يأخذ برأيهم ويتقبل فكرتهم ويعمل بها ! تخيل معي قبول الخلاف
الفقهي مثلاً بين كبار الصحابة وتجدهم جميعاً يتقبلون رأيه ومسألته على
الاطلاق بغض النظر عن مسألة حجية قول الصحابي , مسألة تقبلها الصحابة أبن
مسعود يرى بقول الأخذ بالقبضة في اللحية , وغيره من الصحابة يرون بترك
اللحية , أفضل المجتمعات تقبلت فيه الآراء , والقصص كثيرة جداً , ما يمكن
تلخيصه مبدأ قبول الأفكار الأخرى مالم تعارض الشرع بشكل صريح ! من الاخطاء
التي تحسب على الإسلاميين في فترة من الفترات هو طرد كل فكرة جديدة ودخيله
بمنطق او غير منطق ! بحجة وغير حجة ! من الأخطاء حصر الدين مثلاً أو الاراء
على رجل واحد من الأحياء وكأنه محور الارض والكون والدين والتطور والحضارة
وكل شيء! يجب أن نتعافى من هؤلاء الناس ! ويكون المعيار أوسع مما هو عليه
من قبل , نأخذ الدين من مصدره ومن خلال قنواته المتنوعة الموثوقة , "كلٍ
يؤخذ منه ويرد إلا صاحب هذا القبر " كما قال الإمام مالك قاصداً فيه النبي
صلى الله عليه وسلم ,, هذا والله المستعان من قبل ومن بعد
عايش بن ماجد المطيري – الدمام شهر ذو الحجة -1438هـ
|