بسم الله الرحمن الرحيم
نجمتع أنا وأنت على قضية محزنة وهي :
( زهد كثير من الأخيار ومن ظاهرهم الصلاح في مجالس العلم سواءً كانت درساً
علمياً أو محاضرةً عامة ) فالدروس العلمية عدد الحضور فيها بالآحاد والحضور
في المحاضرات العامة أصبح مؤلماً - وأقصد فئة الأخيار فقط - فلا أدري هل هو
استغناء منهم أو تشبع موهوم أو قلة رغبة أفرزها ضعف الإيمان أو انشغالاً
بأمور حياتية طغت ؟
أياً كان السبب :
اعلم أخي الحبيب أنني - أنا وأنت - بحاجة للعلم ودروسه ولقاءات الإيمان
العامة ، فالإيمان يخبو ويضعف في النفس مهما كانت فإن لم ينتبه لها صاحبها
ويكون صادقاً مع نفسه في المحاسبة فعواقبه سيئة جداً .
قد يُلبْس علينا الشيطان أنها دروس معروفة ومواعظ مكررة ومن يتحدث لا جديد
عندهم...الخ ، ولكنّ من سبر الحقائق وجد أن النفس فقيرة للعلم مضطرة
للموعظة ولو أعيدت عليها عشرات المرات ، وكم يسمع الواحد منّا آية أو حديث
أو موعظة وكأنه لأول مرة يسمعه وتُؤثر في نفسه بما لم تُؤثر من قبل .
ولنا في سلفنا أسوة فقد كان أحدهم يحضر لذات الدرس عشرات المرات ويقرأ
الكتاب مئات المرات وماذاك إلا لفقههم وعلمهم بأثره .
بل حتى انشغالك بأمور الدعوة لا يجعلك في غنى عن هذه المجالس لعظيم أثرها
ونفعها على النفس مع حاجتها لها .
فالله الله في العودة لهذه المواطن .
والله الله في العناية بما يُصلح القلب خصوصاً في هذه الأزمنة التي عمّت
فيها الفتن وتساقط الكثير فيها ( إن لم يكن تساقطاً ظاهراً فباطناً عياذاً
بالله )
وأيقن أن نفسك أغلى ماتملك وأنك لست بمنأى عن الضعف والفتن فقدم لها الخير
وتذكر حاجتها للعلم ومجالسه وحاجتها - أيضاً - للمواعظ العامة التي لا يخفى
أثرها على مثلك .
فلا تزهد بدرس علمي وأن كنت تعلم فحواه ، ولا موعظة تظن أنك لا تنتفع بها
فالحق قديم وثابت لا يتغير .
وفقني الله وإياك لهداه وشرح صدورنا لطاعته .
( كتبتها لنفسي وإخواني أهل الإستقامة لمّا رأيتُ عزوفهم عن مجالس العلم
والذكر لعل الله أن ينفع بها )
كتبها المحب لك / عادل بن عبدالعزيز المحلاوي
|