|
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
أخي وزميلي كل طبيب مسلم يرجو ما عند
الله ، ويخاف عقابه أوجه لك هذا
النداء وهذا الرجاء ، إن مهنتك أعظم المهن وأشرفها إذا اكتنفت بتقوى الله عز
وجل وارتبطت بمراقبته ، فإن المريض يأتي إليك وكله ثقة فيما تقول وتصف من
دواء فإنك مصدق أمين ، فلذا وجب عليك الصدق معه ولا تضيع وقتك وجهدك ، ووقت
المريض وماله فيما لا ينفع .
يجب عليك أخي الطبيب أن تصف للمريض العلاج إذا احتاج للعلاج والدواء ، وعليك
بالنصح له وإرشاده فيما يحفظ عليه صحته.
أخي الطبيب
أذكرك فقط أن تختار أحسن الدواء وأقواه وأقله كلفة وعليك أن تصف له الدواء
الذي يحتاجه فقط ، وحاول قدر الإستطاعة الإقلال من هذه الأدوية التي لابد وأن
لها أثراً على جسم الإنسان ،
ولذا قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ :
(لا ينبغي للطبيب أن يولع بسقي مرضاة الأدوية فإن الدواء إذا لم يجد في البدن
داء يحلله ، أو وجد داءً لا يوافقه ، أو وجد ما يوافقه فزادت كميته عليه أو
كيفيته تشبث بالصحة وعبث بها) فإنك أخي الطبيب لو تمعنت هذا الكلام لوجدته
صواباً وحقاً .
ويقول أيضاً ـ رحمه الله ـ :
(اتفق الأطباء على إنه متى أمكن التداوي بالغذاء والحمية لا يعدل عنه إلى
الدواء ، ومتى أمكن استخدام الدواء البسيط لا يعدل عنه إلى المعقد) .
ولذا يا أخي أنت مسؤول أمام الله جل وعلا عما تصفه ، وتقوله لمرضاك فعليك أن
تتقي الله في ذلك .
أخي الطبيب
لا يكن علاجك لمرضاك حسياً فقط ، يعني بالأدوية و أنما عليك أن تطيب قلوبهم
بالكلام الذي يسر ويقوي أرواحهم وينشط أبدانهم ، ويزيل عنهم الهم والغم ،
وقدوتك في ذلك طبيب البشرية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلذا عليك أن تصل
مرضاك بالله عز وجل ، وأن تخبرهم أن ما أصابهم هو من عند الله ، وهم مأجورون
عليه لأن القلب يا أخي إذا اتصل برب العالمين وخالق الداء والدواء ومدبر
الكون كانت له أدوية أخرى غير الأدوية التي يعانيها القلب البعيد عن الله
المعرض عنه ، وقد علم يا أخي أن الأرواح متى قويت وقويت النفس تعاونا على دفع
الداء وقهره .
وفي الختام
أخي أرجو من الله أن يوفقك ويسدد خطاك وأحيلك يا أخي على جزء مهم من هذا
الكتاب وهو صفات الطبيب الحاذق ، فعليك بقراءته والتمعن فيه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخوك
الدكتور علي بن سليمان الرميخان