السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين...
لا تعتبروا هذه مجرد سطور بل والله انها نابعة من قلب محب يخاف على أولادنا
وأتمنى من كل المسلمين والمسلمات في كل مكان أن ينتبهوا وينبّهوا من حولهم على
هذا الأمر وجزاكم الله خيرا باذنه تعالى..اني أتألم ويعتصر قلبي حين أرى طفلا
مسلما عربيا لا يتجاوز الثلاث سنوات يتفوه بكلمات غير مفهومة فمن المؤكد بأنها
باللغة السيريلانكية والله أعلم وليس فقط هذا بل يغني بلغتهم!!!! وتضحك أمه
وتقول كان يسمع الخادمة وهي تغني و تنظف فحفظ منها الأغاني السيريلانكية بدلا
من أن يستمع للقرآن الكريم ويحفظه من أمه!!! بل عندما يتكلم باللغة العربية
تكون كلماته متكسرة وتقع من فمه حروفنا وحروف القرآن الكريم مثل حرف (خ،غ...)
فيقول كلاص بدلا من خلاص .. وان هذا ليؤلم القلب فاذا لم يتعلم الكلام من أمه
اذا فماذا تعلم منها؟؟؟ أين أنتن يا أمهاتنا من أطفالكم؟؟؟ يا له من أجر كبير
قد ضاع من كل أم أهملت رسالتها...أسأل الله أن أكون ممن يرضى الله عنهم وأن
يصلح حالنا وحال كل المسلمين والمسلمات وأن نكون أمهات بضميرنا ونحاسب أنفسنا
قبل أن يحاسبنا جل وعلا ربنا.... وأيضا من القصص المحزنة اني كنت في مدرسة
حضانة فأحضرت الأم طفلها ومعها الخادمة الخاصة به وعندما أرادت الذهاب لم يهتم
الابن لذهاب أمه أبدا وبعد تقريبا نصف ساعة كانت قد أتت الأم لـتأخذ الخادمة
ولو فقط رأيتم ما حدث لهذا الطفل..كان يبكي و ينتحب ويمسك بها الى أن رق قلبها
فبقيت معه فهدأ.. وهذا كله والأم واقفة فلم يأبه لأمه بل كان يمسك بالخادمة
الذي ربما يعتقد بأنها هي أمه...أين الرسالة التي كتبها الله تعالى على كل أم؟؟
أين اختفت بالرغم من أنها مزروعة في روح وقلب كل أنثى عند ولادتها فهذه
فطرتها..كيف تمكنت من اقتلاعها من جذورها؟؟؟ كيف تمكنت من دفن كل أثر يدل بوجود
شيئا اسمه الأمومة....أيضا قيل لي بأن كان هناك طفلة صغيرة في الصيف تذهب الى
معهد و طبعا كانت تذهب وتعود مع الخادمة..و في أحد الأيام المعلمة اتصلت لتتأكد
من أن الطفلة عادت الى المنزل لأنها قد اختفت فعندما أجابت الأم قالت لا أدري
دعيني أرى ان كانت هنا..و عادت فقالت نعم عادت وهي نائمة
شكرا..وأقفلت...تخيلوا!!!!! المعلمة اهتمت ولم تكترث الأم..ولا تعلم ان كانت
ابنتها في المنزل أم لا..ما هذا؟ ألا تبكي القلوب قبل العيون على حال أمهاتنا
وعلى ما يراه أولادنا؟؟ ومعلمة أخرى رأت تلميذة صغيرة تأكل فما أن اقتربت منها
الا وجدت الساندوتتش الذي تأكله قد اخضر لونه من العفن وهذه الطفلة لا تعلم ما
هذا الذي تأكله...فماذا تقولون على هذا أيضا؟؟ هل هذا اهمال أم انه قلة
الدين..نعم قلة طاعة الله عز وجل اذ أمرنا الله تعالى أن نربي أولادنا لله عز
وجل فهم ليسوا لنا انهم ليسوا ملكنا بل انهم لله الغني الكريم..انهم أمانة
عندنا فنحن لسنا بأحرار بالتعامل معهم..فلنخاف الله تعالى... بل أنكم قد
تتفاجئوا من اهتمام أحد هذه الأمهات هدانا وهداهم الله بابن أختها أو صديقتها
اذا أبقته عندها أمانة لبضعة أيام ولوجدتموها لا تنام الليل تهتم بهذا الطفل
لأنه أمانة وتخاف أن يحصل له شيئا فتلومها أمه ولكنها لا تخاف من حساب الله
تعالى يوم الدين على أنها لم تهتم بأمانته عز وجل...أتمنى كما يتمنى كل مسلم أن
نربي أجيال ترفع راية الاسلام أكثر وأكثر و أن نحميهم باذن الله من شرور هذا
الزمن وأن نمدهم بالدروع والأسلحة التي لا تزول باذن الله ألا وهي الشريعة
الاسلامية وحب الله وطاعته والالتزام بحدود الله عز وجل..فكيف ان لم نتمكن من
الوصول الى قلوب أطفالنا وأن نجعلهم يثقوا بنا .ويشعروا بالأمان معنا أن نتمكن
من أن نزرع في قلوبهم محبة الله عز وجل ومحبة طاعته تعالى؟؟ كيف؟؟ وهذه هي أهم
مهمة نقوم بها فان نجحنا باذن الله اذا فنحن الفائزون.. لأن الله يكون قد رزقنا
أولاد صالحين يدعون لنا ونأخذ الأجر عند الله ان شاء الله على تربيتهم الصالحة
ولن تخافوا عليهم من أن يغرقوا في غبار هذا الزمان باذن الله..لأننا ان زرعنا
في قلوبهم الشجرة الصحيحة فباذن الله عز وجل لن يكون الا فروعها مليئة بأزهار
جميلة يطغى عبيرها الفواح على كل ما حولها من روائح كريهة و يبعد الغبار باذن
الله عز وجل.. وأخيرا خافوا الله في أولادكم و ولتحافظوا على الأمانة الغالية
ولتكونوا قدوة حسنة و لتربوهم على الدين والرحمة ولتكونوا معهم في كل الخطوات
لترعوهم وتعينوهم أعانكم الله...نسأل الله أن يرزقنا الذرية الصالحة وأن ننال
رضا الله فيهم وأن يدعون لنا بعد موتنا ويجعلنا أهالي صالحين واللهم أصلح حال
المسلمين والمسلمات في كل مكان يا الله آمين...لا تنسوني من الدعاء جزاكم الله
كل خير..