|
اشتركت في بداية الإجازة الصيفية ببرنامج تدريبي يضم مجموعة من الدورات
التدريبية ، بدأ البرنامج يوما بعد يوم ، كان من ضمن المشاركين أخوين اثنين ،
رأيت الأخ الأكبر مبتهجا مستمتعا أما الأصغر فكان متذمرا ، تعجبت من حالتهما
المتضادتان رغم أنهما أخوان ، فسألت الأخ الأصغر عن سبب تذمره ، وقلت : إن كل
ما أراه لا يدعو إلى ما أنت عليه فما السبب ..؟ إذا كان ممكنا ، فقال : إن أبي
أجبرني على المشاركة في كل برنامج أو دورة أو محاضرة يحضرها أخي الأكبر .
تعجبت من التصرف الخاطئ الذي قام به الأب ، أنا أعلم أن الأب كان يريد للابن
الأصغر أن يحذو حذو أخيه الأكبر في المعرفة والمهارة ، ولكنه سلك طريقا مسدودا
.
يستطيع الأب أن يرتقي بابنه الأصغر إلى منزلة الابن الأكبر ولكن من طريق آخر
غير الذي سلكه الابن الأكبر فيبدأ :
أولا : باكتشاف ميول ابنه والمجال الذي يحبه ،
فقد يحب مجالا غير الذي يحبه أخيه .
ثانيا : معرفة الطريقة التي يحب الابن عن طريقها
استقبال المعلومات (الحضور والمشاركة ــ القراءة والإطلاع ــ الاستماع ــ
المشاهدة ..إلخ) .
ثالثا : البدء بتسهيل هذه الطريقة لابنه فإذا
كانت القراءة مثلا ، فيأخذه للمكتبة ويدعه ينتقي ما يريد منها بشكل دوري .
رابعا : أن يعلم الأب أن الابن الأصغر ليس
بالمستوى الذي وصل إليه الأكبر بمعرفة أهمية الثقافة والمهارة ، فقد يصل إلى
هذه المستوى بعد برهة من الزمن ، كما انه لاضير من تعليمه أهمية المعرفة
والمهارة في هذا الزمن .
خامسا : على الأب عدم نسيان التحفيز ، فله بالغ
الأثر على المضي في الطريق .
سادسا : إعلام الابن بأن الثقافة والمهارة طريق
الناجحين وتدعيم ذلك ببعض القصص لبعض الناجحين .
سابعا : من الأسباب التي تقرب الابن للمعرفة
تبسيط العلوم حسب سنه حتى لا يؤدي ذلك إلى عقدة لديه منها .
ثامنا : اختيار الوقت المناسب للتعلم الذي لا
يتعارض مع وقت مواهبه التي يحبها .
تاسعا : الدعاء للولد لاسيما في أوقات الإجابة .
عاشرا : إقامة مسابقة (أسرع من يتعلم مهارة)
وتحدد هذه المهارة وكل فرد من العائلة يتعلمها بالطريقة التي تناسبه إما حضورا
لدورة أو قراءةً أو غير ذلك .
الحادي عشر : أن يكون الأب نفسه قدوة لأبنائه في
التعلم والبحث عن المعلومات واكتساب المهارات .
إن هذه الخطوات اليسيرة ، ستساهم في بناء فلذات أكبادنا بإذن المولى عزوجل ،
وتجعلهم متعلمين متميزين ، يحملون ثقافة عالية ، تفيدهم وتفيد أمتهم ووطنهم .
خالد بن حامد القرني
27/08/1430هــــ
K.alqarni@hotmail.com