|
|
كيف نربي أولادنا على حب الوطن ؟ |
|
حسام العيسوي إبراهيم
|
بسم الله الرحمن الرحيم
إن تربية الأبناء تحتاج إلى الجهد الكبير ، والعمل المتواصل ، والدراسة
والتدريب ، هذا لمن يريد لأولاده أن يكونوا نافعين لدينهم ولوطنهم .
وإن تربية الأبناء على حب الوطن من المعاني المهمة التي يجب أن يعتني بها
الآباء والمربون ؛ لأنه يولّد عند الأبناء الولاء والانتماء والعمل
المتواصل لنهضة ورفعة وطنهم ، كما أنه يعلمهم أن هناك هدفاً أكبر يعيشون من
أجله في هذه الحياة ، يتعدى هذا الهدف المصلحة الشخصية إلى المصلحة العامة
الجماعية .
وهناك العديد من الوسائل التي قد يتخذها الآباء والمربون لتربية أبناءهم
على حب الوطن وتعميق المواطنة ومنها :
1- القدوة العملية من الآباء والمربين
عندما يرى الأبناء دائماً والديهم يتابعون الأحداث والقضايا المهمة
المتعلقة بالوطن ، وعندما يجدونهم مشاركين بفاعلية في هذه الأحداث فإن ذلك
هو خير وسيلة لتربية الأبناء على حب وطنهم والانشغال بقضاياه .
- الأب والأم دائماً متابعان للأخبار بشغف .
- يتأثران بما يحدث من أحداث سواء بالفرح والسرور أو بالحزن والهم .
- يألمان لإخوانهم إذا أهمهم هم أو ألمت بهم مشكلة .
- كذلك يفرحان لإخوانهم في الوطن إذا رأوهم في خير وسكينة واطمئنان .
كل هذه المشاعر الصادقة تنتقل من الوالدين إلى الأبناء بتلقائية ، لأن
الوالدين هما القدوة للأبناء .
2- حب الأوطان من الإيمان
وذلك عن طريق أن يقص الآباء والأمهات القصص التي تنمي روح الوطنية وحب
الوطن في نفوس الأبناء ، والتي تربط حب الأوطان بالإيمان .
فها هو النبي – صلى الله عليه وسلم – يضرب أفضل الأمثلة في حبه لوطنه عندما
خرج من مكانه وبلده الذي ولد فيه "مكة " ، فكان يخاطبها وعيناه تسكبان
الدموع " والله يا مكة لأنت أحب البلاد إلى الله ، وأحب البلاد إلى قلبي ،
ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت " .
وكذلك سعيه – صلى الله عليه وسلم – في نهضة بلدته وأمته بنشر قيم الخير
والعدل ، ومحاربة قيم الظلم والشر ، فالنبي - صلى الله عليه وسلم- جلس في
مكة ثلاث عشرة سنه لم يكل ولم يمل ، ولكنه ثابر وصابر من أجل هداية قومه
وإخراجهم من الظلمات إلى النور ، ويظهر ذلك جلياً من خلال صعوده – صلى الله
عليه وسلم – على جبل الصفا ونداءه على قومه وإبلاغهم لرسالته .
يستعين الآباء والمربون بهذه القصص لتربية أولادهم على حب الوطن وأنه من
أساسيات الإيمان .
3- تدريب الأطفال على إظهار حبهم لوطنهم
وذلك عن طريق :
- اصطحاب الأطفال في الأماكن التي تبرز فيها الروح الوطنية كالوقفات
والمظاهرات والندوات والمؤتمرات مما يعمق حب الوطن لدى الطفل منذ الصغر .
- شراء الأعلام والرايات والتي تبرز معنى الوطنية وحب الوطن .
- حفظ الأناشيد الوطنية مما لها أكبر الأثر في تنمية الحس الوطني .
- الاستعانة بالرسومات على الوجه في المناسبات الوطنية والتي تعبر عن حب
الوطن .
- تشجيعهم على إبراز حبهم لوطنهم بالتعبير عن ذلك الحب بالكلام والكتابة
والشعر والمناقشات بينهم وبين الوالدين .
4- تبسيط المعاني والمفاهيم المجردة بالمفاهيم المحسوسة
فقد تكون هناك ألفاظ لا يستطيع الطفل استيعابها ، فيستعان بذلك بتقريب
المعنى بما يناسب طبيعة ومرحلة الطفل .
وعلى سبيل المثال إننا لن نستطيع أن نفهم الطفل معنى الثورات وأهميتها
بالنسبة للأمة ، ولكن يكفينا في ذلك الاستعانة بالقصص التي يحبها الطفل
والتي توصل لهم المعنى بطريقةٍ مناسبة لسنهم .
5- تدريب الأبناء على المواطنة
وذلك عن طريق تدريبهم على التعامل الحسن مع إخوانهم في الوطن ممن يحملون
ديناً آخر غير دينهم ، فنعلمهم كما أمرنا ديننا الحنيف بأن نحسن إليهم
ونبرهم ، فهم شركاء معنا في هذا الوطن ، وأن لهم ما لنا وعليهم ما علينا .
هذه بعض الوسائل التي تحبب أبناءنا على محبة أوطانهم ، وتنمية هذه الروح
منذ الصغر عندهم ، وتعلمهم الانتماء والولاء الحقيقي لوطنهم وحبذا لو جعلنا
هذا الوطن يتعدى الحدود الجغرافية ويشمل كل بلاد الإسلام والتي ينطق فيها
بكلمة التوحيد .
بقلم
حسام العيسوي إبراهيم
h_sneed79@yahoo.com
|
|
|
|
|