|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل(و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون)
و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين يدلهم على التوحيد الخالص و
الدين الخالد , و على من سار على نهجه و اقتفى أثره إلى يوم الدين..
و بعد
من أوجب واجبات المربي المسلم: تثبيت العقيدة الصحيحة في نفوس النشء و
حماية جناب التوحيد إذ هذا هو الهدف الأسمى من الرسالات و اتفق عليه كل
الأنبياء و الرسل صلوات ربي و سلامه عليهم.
فينفق المربون أوقاتهم و جهودهم لرعاية أمانة الأجيال المسلمة و ربطها
بخالقها برباط العبادة الخالصة و التوحيد الذي لا تشوبه شائبة.
و تتزايد الحاجة إلى تثبيت العقيدة في زماننا الذي انفتحت فيه وسائل
الإعلام و فاحت رائحة الأفكار المضللة و الإنحرافات العقدية الخطيرة.
مما يستدعي بذل المربين مزيداً من الوسع و الجهد في بناء حصن حصين و ضرب
سياج متين حول عقائد النشء لصد الهجمات التي تستهدف الأجيال في أغلى ما
لديها (دينها).
و هذا يتطلب تحديداً لدور المربين في بناء هذا السياج و الممكن تلخيصه في
النقاط التالية:
• تقديم الدروس العلمية الشرعية في العقيدة
بما يناسب المرحلة العمرية من خلال الجلسات الأسرية و الحلقات المنزلية أو
في المدارس أو المساجد أو حتى القنوات الإسلامية المتخصصة.
و يتم في هذه الدروس إرساء القواعد التي ستحفر في ذهن المتربي و قلبه و
روحه و تكون معياراً له لتقييم أي تيار جديد و أي فكرة محدثة فيما بعد.
و حرصاً من المربي على ترسيخ هذه القواعد بعمق ينبغي أن لا تتضمن الدروس
العلمية توضيحاً للفكر الضال و ذكر تفاصيله و الخوض في مبادئه كي لا تختلط
الأمور على المتربي و قد تصادف في قلبه موطئاً فيتشربها و يفسد معتقده و
العياذ بالله.
فلنقدّم العلم الأصيل الرصين الصحيح و حسب ليفهم المتلقي أن ما عداه خطأ و
باطل.
• الإستعانة بالقصص القرآنية و قصص الصحابة
رضوان الله عليهم و سلفنا الصالح و ذلك لتعزيز الثبات على العقيدة و الدفاع
عنها و عن مسلمات الشريعة و ثوابت الدين.
• ربط النشء بالقرآن الكريم : تلاوة , حفظاً
, تدبراً ,علماً ,عملاً فهو من أسباب زيادة الإيمان , و من أسباب الثبات في
الفتن و المحن , و من الأسباب الجالبة لمحبة الله تعالى.
فعلى المربين عقد الحلقات, و تشجيع المتربين على المشاركة فيها و تعزيزهم و
تكريم من يتألق منهم في الحفظ و التفسير مع تذكيرهم الدائم بالإخلاص.
• تشجيع المتربي لإكتشاف الأخطاء العقدية
اللفظية و الفكرية حوله من خلال قراءته الصحف او مشاهداته لبرامج الأطفال
أو سماعه للألفاظ الشائعة عند العامة و وزنها بميزان العقيدة النقية.
• تدريب المتربي على اداء النوافل بعد
الفرائض مما يكون تقرباً إلى ربه و نوراً لقلبه و هداية له للحق و الخير
• الدعاء: فقد يركن المربون إلى جهدهم و
يعجبوا بعطائهم و يغفلوا عن صدق التوكل على الله و الإلتجاء إليه بالدعاء
فيكون الخذلان نصيبهم و الخسران مآلهم و العياذ بالله.
فعلى المربي أن يعلّق قلبه بالله سائلاً إياه التوفيق و العون و السداد و
هداية الأجيال و ثباتها على الحق.
و عليه ان يوجّه المتربي للدعاء لنفسه بالثبات و العلم النافع و العمل
الصالح معلماً إياه ما صح من دعاء المصطفى صلى الله عليه و سلم.
بمثل هذه اللبنات تبنى حصون العقيدة و تعلو جدرانها و تقوى أركانها بإذن
الله.
فلنشمّر عن سواعد مخلصة لله في إرادة الخير و نفع أبناء المسلمين, و لنضع
اللبنات واحدة فوق الأخرى..
حتى يكتمل البناء..
لعل الذمة أن تبرأ أمام الله في زمن الفتن و عواصف الضلالات أننا بنينا و
حصنّنا و بذلنا و التوفيق منه جل في علاه.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بقلم: منال عبد العزيز السالم