|
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، محمد بن عبدالله وآله
وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :
فإن مسائل التربية للبنين والبنات والعناية بها من أعظم الأمور التي جاءت بها
شريعة الإسلام ، ولقد عنيت هذه الشريعة المطهرة بتربية الأولاد ، بل وبالأسرة
عموما منذ بدايتها ، بل قبل تكوينها وحين غفل الكثير من الناس عن هذه العناية
المطهرة حصل الضلال وحدثت الأخطاء الكثيرة التي مردها البعد عن القرآن الكريم
، والسنة المطهرة ، والآداب والفضائل التي جاء بها الإسلام .
لقد أسهم الإعلام المرئي والمقروء والمسموع في نشر الفساد والرذيلة ، ومع ضعف
الإيمان ، وقلة المربين العاملين على هدى وبصيرة ، وغفلة المسؤولين عن
التربية ، وبعد المناهج الدراسية عن التربية الإيمانية الحقة ، ظهرت صور
الفساد وانتشرت ، وشاعت وكثرت ، ومع ضعف النصيحة الصادقة ، والأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر عم البلاء وطم ولا حول ولا قوة إلا بالله .
إن ولاة الأمر عليهم مسؤولية عظيمة في التربية في سن الأنظمة والقوانين
المبنية على الشريعة المطهرة وأصولها العظيمة ومراقبة ذلك ، كما أن الوالدين
معنيون بالدرجة الأولى بتربية أبنائهم وبناتهم تربية صحيحة منذ نعومة أظفارهم
وإن الله تعالى سائلهم عنهم يوم يلقونه فليعدوا للسؤال جوابا ، وللجواب صوابا
وإن أئمة المساجد وخطباء الجوامع والمدرسين والمدرسات والدعاة ومن وهبه الله
قلما للكتابة في الصحف ، وكذا سائر وسائل الإعلام عليهم نصيب وافر من ذلك
فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا ، وليقوموا بأمانتهم ورعايتهم . ولقد
أطلعتني الأخت أم إبراهيم – سعاد بنت سليمان – على رسائل جمعتها لنصح إخوانها
وأخواتها في التربية الصحيحة ، وذكرت قصصا واقعية ، يقطر القلب دما من هولها
، ويتمنى المؤمن الغيور على محارم الله أنه في باطن الأرض ولم يقرأها ولم
يعلم بها ، بل لا يكاد عقل المؤمن وقلبه أن يصدق بها ولا حول ولا قوة إلا
بالله العلي العظيم ، ضياع للأعراض وتساهل بالحرمات، واستخفاف بشعائر الدين
وأوامره ونواهيه فأين الإسلام ، وأين الإيمان :
لمثل هذا يذوب القلب من كمد إن كان في القلب
إسلام وإيمان
فهذه
الرسائل التي عنونت لها بعنوان ( ولدي قرة عيني : أحبك فاحفظ الله يحفظك )
رسائل مفيدة ونافعة ، وأوصي بقراءتها والاستفادة منها وجزى الله كاتبتها كل
خير على ما بذلت واجتهدت ، وأسأل الله تعالى أن يوفقنا لما فيه الخير والسداد
، والهدى والرشاد ، وأن يرزقنا العلم النافع ، والعمل الصالح ، والنصح الصادق
للمسلمين ..آمين .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،
وكتبه
صالح بن محمد النويجم
مدير مركز الدعوة والإرشاد بدولة البحرين
تابع
الموضوع على ملف وورد