|
|
تغريدات \" مفاهيم
ايمانية للنصر و شروطه \" لسيد قطب |
|
فرحان العطار
tarakls7fm@ |
بسم الله الرحمن الرحيم
1- ما النصر؟ وما الهزيمة؟ إننا في حاجة إلى أن نراجع ما استقر في
تقديرنا من الصور قبل أن نسأل : أين وعد الله للمؤمنين بالنصر في الحياة
الدنيا!
2- الناس يقصرون معنى النصر على صور معينة معهودة لهم ، قريبة
الرؤية لأعينهم.ولكن صور النصر شتى.وقد يتلبس بعضها بصور الهزيمة عند
النظرة القصيرة
3- كم من شهيد ما كان يملك أن ينصر عقيدته
ودعوته ولو عاش ألف عام ، كما نصرها باستشهاده و يحفزالألوف،بخطبة مثل
خطبته الأخيرة التي يكتبها بدمه
4- طريق الدعوة هو طريق الصبر الطويل و إبطاء
النصر بل إبطاء أماراته . ثم ضرورة التسليم لهذا والرضى به والقبول!
5- إنه لا جهاد و لا شهادة و لا جنة إلا حين
يكون الجهاد في سبيل الله وحده و الموت في سبيل الله وحده و النصرة له وحده
في ذات النفس و منهج الحياة
6- لكن كثيرا من الغبش يغطي عليها عندما
تنحرف العقيدة في بعض الأجيال و عندما تمتهن كلمات الشهادة و الشهداء و
الجهاد و ترخص و تنحرف عن معناها
7- {و الذين قتلوا في سبيل الله}و قوله{إن
تنصروا الله}في كلتا الحالتين:حالة القتل و حالة النصرة يشترط أن يكون هذا
لله و في سبيل الله
8- الله الذي يقول لنبيه{فذرني و من يكذب بهذا الحديث}خل بيني و بين
هذا البائس المتعوس¡و الله يملي و يستدرج،فهو في الفخ و لو كان في اوج قوته
9- فقوته ليست هي التي تنصر في معركة الحق و
الباطل و الإيمان و الكفر إنما هو الله الذي يكفل له النصر و ضعفه لا يهمه
لأن قوة الله من وراءه
10- النصر في الدنيا و الغلب في الأرض لم يكن
أبدا في مكة يذكر في القرآن المكي في معرض التسرية و التثبيت
11- لقد كان القرآن ينشئ قلوبا يعدها لحمل
الأمانة لا تتطلع و هي تبذل كل شئ و تحتمل كل شئ،إلى شئ في هذه الأرض و لا
تنتظر إلا الآخرة
12- حتى إذا وجدت هذه القلوب أن ليس أمامها
في رحلة الأرض شئ إلا أن تعطي بلا مقابل،و أن تنتظر الآخرة وحدها موعدا
للجزاء وللفصل بين الحق و الباطل
13- حتى إذا وجدت هذا القلوب و علم الله صدق
نيتها آتاها الله النصر في الأرض و ائتمنها عليه لا لنفسها و لكن لتقوم
بأمانة المنهج الآلهي
14- كل الآيات التي ورد فيها ذكر النصر في
الدنيا جاءت في المدينة بعد ذلك و بعد أن أصبح هذا الأمر خارج برنامج
المؤمن وانتظاره و تطلعه
15- لقد كانوا يتخذون الآلهة يبتغون أن
ينالوا بها النصر بينما كانوا هم الذين يقومون بحماية تلك الآلهة أن يعتدى
عليها فكانوا هم جنودها و حماتها
16- فالذين يؤلهون الطغاة اليوم لا يبعدون
كثيرا عن عباد الأصنام فهم جند محضرون للطغاة يدفعون عنهم ويحمون طغيانهم
في الوقت ذاته يخرون لهم راكعين
17- وحقت كلمة الله لعباده المرسلين :إنهم
لهم المنصورون وإن جنده لهم الغالبون.في جميع بقاع الأرض في جميع العصور
متحققة في كل دعوة لله
18- يخلص فيها الجند،ويتجرد لها الدعاة أنها
غالبة منصورة مهما وضعت في سبيلها العوائق وقامت في طريقها العراقيل ومهما
رصد لها الباطل من قوىالحديد
19- والنار،وقوى الدعاية والافتراء،وقوى
الحرب والمقاومة وهي إن هي إلا معارك تختلف نتائجها ثم تنتهي إلى الوعد
الذي وعده الله لرسله والذي لا يخلف
20- أية ثقة؟وأي تثبيت يجده أولئك
المؤمنون،وهم يسمعون من الله أن نصرهم وهزيمة أعدائهم سنة من سننه الجارية
في هذا الوجود وهي سنة دائمة لا تتبدل
21- كانت روحه صلوات الله عليه تستشرف النصر
من بعيد وتراه رأي العين في ومضات الصخور على ضرب المعاول؛فيحدث بها
المسلمين،ويبث فيهم الثقة واليقين
22- فعلينا أن نستمسك بها لننهض من الكبوة،
ونسترد الثقة والطمأنينة،ونتخذ من الزلزال بشيرا بالنصر.فنثبت ونستقر ،
ونقوى ونطمئن ، ونسير في الطريق
23- لم يرد أن يكون حملة دعوته وحماتها من
التنابلة الكسالى،الذين يجلسون في استرخاء ، ثم يتنزل عليهم نصره سهلاً
هيناً بلا عناء.
24- لقد شاء الله تعالى أن يجعل دفاعه عن
الذين آمنوا يتم عن طريقهم هم أنفسهم كي يتم نضجهم هم في أثناء المعركة
25- فالبنية الإنسانية لا تستيقظ كل الطاقات
المذخورة فيها كما تستيقظ وهي تواجه الخطر؛ وهي تدفع وتدافع،وهي تستجمع كل
قوتها لتواجه القوة المهاجمة
26- والنصر السريع الذي لا يكلف عناء ، والذي
يتنزل هيناً ليناً على القاعدين المستريحين ، يعطل تلك الطاقات عن الظهور ،
لأنه لا يحفزها ولا يدعوها
27- قد يبطئ النصر لأن بنية الأمة المؤمنة لم
تنضج بعد نضجهاولم تحشد بعد طاقاتها فلو نالت النصر حينئذ لفقدته وشيكاً
لعدم قدرتها على حمايته طويلا
28- فللنصر تكاليفه في ذات النفس وفي واقع
الحياة . للنصر تكاليفه في عدم الزهو به والبطر . وفي عدم التراخي بعده
والتهاون
29- كثير من النفوس يثبت على المحنة والبلاء.
ولكن القليل هو الذي يثبت على النصر والنعماء . وثباتها على الحق بعد النصر
منزلة أخرى وراء النصر
30- {ينصركم . ويثبت أقدامكم} إن الظن يذهب
لأول وهلة أن تثبيت الأقدام يسبق النصر ، ويكون سبباً فيه، وهذا صحيح
31- ولكن تأخير ذكره في العبارة يوحي بأن
المقصود معنى آخر من معاني التثبيت ، معنى التثبيت على النصر وتكاليفه
32- قد يبطئ النصر حتى تبذل الأمة آخر ما في
طوقها من قوة،وآخر ما تملكه من رصيد ، فلا تستبقي عزيزاً ولا غاليا،إلا
تبذله هينا رخيصا في سبيل الله
33- عندما تستنفد آخر قواها تدرك أنها بدون
سند من الله لا تكفل النصر،إنما يتنزل النصر عندما تبذل آخر ما في طوقها ثم
تكل الأمر بعدها إلى الله
34- قد يبطئ النصر لتزيد الأمة المؤمنة صلتها
بالله،وهي تعاني وتتألم وتبذل؛وهذه الصلة هي الضمانة الأولى لاستقامتها على
النهج بعد االنصر
35- وقد يبطئ النصر لأن الأمة لم تتجرد بعد
في كفاحها وتضحياتها لله ولدعوته فهي تقاتل لمغنم تحققه،أو حمية لذاتها ،
أو تقاتل شجاعة أمام أعدائها
36- قد يبطئ النصر لأن في الشر الذي تكافحه
الأمة المؤمنة بقية من خير ، يريد الله أن يجرد الشر منها ليتمحض خالصاً ،
ويذهب وحده هالكاً
37- وقد يبطئ النصر لأن الباطل الذي تحاربه
الأمة المؤمنة لم ينكشف زيفه للناس تماما،فلو غلبه المؤمنون حينئذ فقد يجد
له أنصاراً من المخدوعين فيه
38- وقد يبطئ النصر لأن البيئة لا تصلح بعد
لاستقبال الحق والخير والعدل الذي تمثله الأمة فلو انتصرت حينئذ للقيت
معارضة من البيئة لا تستقر معه
39- و قد يبطئ النصر أحيانا في تقدير البشر
لأنهم يحسبون الأمور بغير حساب الله و يقدرون الأحوال لا كما يقدرها و الله
هو الحكيم الخبير
40- فالنصر له تكاليفه و أعباؤه يأذن الله به
بعد استيفاء أسبابه و أداء ثمنه و تهيؤ الجو حوله لاستقباله و استبقائه
41-{ذلك و من عاقب.. . لينصرنه الله}شرط هذا
النصر أن يكون العقاب قصاصا على اعتداء لا عدوانا و ألا يتجاوز العقاب مثل
ما وقع من العدوان دون مغالاة
42- فالنصر و الهزيمة شأنه شأن ما يقع في هذا
الكون من أحداث و أحوال مرده كله إلى الله يصرفه كيف يشاء وفق حكمته و وفق
مراده سبحانه و تعالى
43- الذي ينفق و يقاتل و العقيدة مطاردة و
الأنصار قلة و ليس في الأفق منفعة و لا سلطان و لا رخاء غير الذي ينفق و
يقاتل والعقيدة آمنه والنصر قريب
44- {إذا جاء نصر الله} فهو نصر الله يجئ به
الله في الوقت الذي يقدره، في الصورة التي يريدها للغاية التي يرسمها
45- ليس للنبي و لا لأصحابه من أمره شئ و ليس
لهم في هذا النصر يد و ليس لأشخاصهم فيه كسب و ليس لذواتهم منه نصيب و ليس
لنفوسهم منه حظ
46- حسبهم منه أن يجريه على أيديهم و أن
يقيمهم عليه حراسا و يجعلهم عليه امناء هذا هو كل حظهم من النصر و من الفتح
47- {و استغفره إنه كان توابا}هناك لطيفة
اخرى للاستغفار لحظة الانتصار ففيه إيحاء للنفس وإشعار في لحظة الزهو
والفخر بأنه في موقف العجز و التقصير
48- هذا الشعور بالعجز يضمن عدم الطغيان على
المغلوبين ليرقب المنتصر الله فيهم فهو الذي سلطه عليهم و النصر نصره و
الفتح فتحه
49- الانتصار على الشح والانتصار على الغيظ
والانتصار عل الخطيئة والرجعة إلى الله وطلب مغفرته ورضاه كلها ضرورية
للانتصار على الاعداء في المعركة
50- لا انتصار في معركة الميدان دون الانتصار
في معركة الضمير،إنها معركة لله فلا ينصر الله فيها إلا من خلصت نفوسهم له.
51- أما الذين يرفعون راية العقيدة و لا
يخلصون لها إخلاص التجرد فلا يمنحهم الله النصر أبدا حتى يبتليهم ويتمحصوا
هذا مايريد القرآن أن يجلوه
52- المعركة الشاملة مع شهوات النفس و الذنب
و الخطيئة هي المعركة التي يتوقف الانتصار فيها،ابتداء كل انتصار في معركة
الميدان على أعداء الله
53- إن أشد الناس حماسة و اندفاع و تهورا قد
يكونون هم أشد الناس جزعا و انهيارا و هزيمة عندما يجد الجد و تقع
الواقعة،بل إن هذه قد تكون القاعدة¡
54- قلة احتمال الضيق والأذى والهزيمةتدفعهم
إلى طلب الحركة والدفع والانتصار بأي شكل دون تقدير،حتى إذا ووجهوا بهذه
التكاليف كانت أثقل مما تصوروا
55- على حين يثبت الذين كانوا يمسكون أنفسهم
ويحتملون الضيق والأذى ويعدون للأمر عدته والمتهورون المتحمسون يحسبون هذا
ضعفا وفي المعركة يتضح الفرق
56- والله يعِد الذين آمنوا في مقابل الثقة
به و الالتجاء إليه و الولاء له وحده ولرسوله وللمؤمنين بالتبعية و مقابل
المفاصلة الكاملة بينهم و بين
57- جميع الصفوف إلا الصف الذي يتمخض لله،يعدهم الغلبة و النصر و قد
جاء الوعد بالغلب بعد بيان قاعدة الولاء و البراء
58- حيثما اجتمع إيمان القلب و نشاط العمل في
أمة فهي الوارثة للأرض في أي فترة من فترات التاريخ و حين يفترق هذان
العنصران فالميزان يتأرجح
59- قد تقع الغلبة للآخذين بالوسائل المادية
حين يهمل الأخذ بها من يتظاهرون بالإيمان ¡
60- لا قيمة و لا وزن في نظر الإسلام
للانتصار العسكري أو السياسي أو الاقتصادي ما لم يقم هذا كله على أساس
المنهج الرباني
|
|
|
|
|