|
|
تغريدات د محمد
السعيدي عن الظلم والظلم الخفي |
|
د محمد السعيدي
@mohamadalsaidi1 |
بسم الله الرحمن الرحيم
* من المفروض شرعاً على المسلم أن يكون عادلاً في قوله وفعله وشعوره ومن
العدل أن لا يغُرك الإحسان عن الحق ولا يخدعك عنه الشنئان
* وكل من غرَّه الإحسان عن الحق فليس بمُحسِن وكل من خدعه عنه الشنئان فليس
بمحب والإحسان والحب هما مُرَكَّب العدل وطريق الحق
* الظلم شرٌ كلُّه ومن شره أنه تسقط بسببه الدول وتنزل العقوبات ويتبدل
الخير شرا والنعمة نقمة وليس من أمة فشا فيها الظلم إلا أهلكها
* شَرُّ أنواع الظلم: الظلم الخفي ، حين يحسَب المرء نفسه قد أدى ما عليه
وأسقط التبعة مع أن حق الغير لازال في رقبته أو في طرف ثيابه
* الظلم الخفي يقع من قلوبنا كموقع الشرك الخفي فمرة لا نُحِس به ومرة
نتأوله لنستسيغه ومرة نحرسه وندافع عنه حين يُلبسه الشيطان لباس الحق
والعدل
* ليس من شرط الظلم القصد، فقد يلتبس الظلم بالإحسان كما يلتبس الخير بالشر
ولا مخرج من ذلك إلا التقوى والورع وبذل الجهد في تحري الرفق والأناة
* لا تجد ظُلماً ظاهراً إلا وتحته ظلم خفي هو أصله الذي ينمو عليه ومن
يستأصل الظلم الظاهر ويدع الخفي كمن يقطع أغصان النبتة الخبيثة ويذر جذورها
* يكون الظلم من الحكام للناس ومن الناس لأنفسهم ومن الناس لبعضهم ومن
الناس للحكام وقلَّما هلكت أُمة إلا وهؤلاء مجتمعة فيها
* أنواع الظلم بعضها أسباب بعض فيُبتَلَى الناس بجور الحُكام إذا جاروا على
أنفسهم وتظالموا ويُبتَلى الحكام بجور الرعية غالباً بقدر جورهم عليها
* لا ينبغي لراعٍ أن يظلم رعيته ثم ينتظر منهم أن يُحصوا محاسنه ولا لرعيةٍ
تتظالم بينها أن تنتظر أن يُسخِّر الله لها رُعاتها
* الحكام نعمة من الله أو نقمة ينعم عليهم ويُنعم بهم يبتليهم ويبتلي بهم ،
فمن عمل لدواعي النعمة حلت عليه ومن عمل لدواعي النقمة نزلت به
* فمن الظلم الخفي إيهام المرء نفسه أنه أنجز عمله وهو لم ينجزه وأنه
أحْسَن وهو قد أساء أو أخلص في الأداء في حين لم يُخلص
* ومن الظلم الخفي أن لا تستمع في تقييم عملك إلا لمن لا يرى إلا محاسنك
إفراطا في حبك أو تفريطاً في نصيحتك أو رجاء لصلتك أو هيبة لمساءتك
* ومن الظلم الخفي ظنُّ من لا يعلم أنه يعلم واجتراؤه على الخوض فيمالا
يعلم، ثم الجهل بعواقب الكلام ، والجاهل بعواقب الكلام أظلم
* ومن الظلم الخفي اعتبار الصدق والنوايا الحسنة وحدهما معياران لتقييم
الأقوال والأفعال ، والعدل يقتضي إضافة الثمرة والمآل لتكون أعمالنا أقوم
* ومن الظلم الخفي وزن الأخطاء بغير ميزانها الصحيح ، فيُحَقَّر الخطأ
الشنيع أو يضخم الخطأ الهين ، فيستهان بإصلاح الشنيع ويُسْتَنفر للهين
* ومن الظلم الخفي تقييم الأعمال بمصالحها وتجاهل ثغراتها ، أو تقييمها
بثغراتها وتجاهل مصالحها وبعبارة أخرى قَصْر النظر على أسفل الكأس أو أعلاه
* ومن الظلم الخفي إقبال النفس على تصديق خبر السوء ولو نقله المجهول عن
المجهول وتكذيب خبر الخير ولو كان شاهده العيان والمعايشة
* إذا كان من الظلم الظاهر مراعاة الحكام حتى يجوروا عن الحق فإن من الظلم
الخفي مراعاة الناس حتى يجترأوا على الباطل.
* ومن الظلم الخفي التعجل بعذل من عَمِلَ دون ما أمَّلتَه فيه أو خالف ما
ترتأيه ، ولو علِمْتَ بواعثه أو موانعه لجزمت بصواب مراميه
* بواعث العمل وأهدافه جزء منه ولا يُمكن تقْييم عملٍ ما مدحاً أو ذما إلا
بالإحاطة بهما، وقصة موسى والخضر عليهما السلام درسٌ في ذلك
* من الظلم الخفي توسيد الأعمال غير أهلها ، ومن لا تبرأ به الذمة لا تسقط
به العهدة ، ويعظُم الجُناح حين تقصر المراقبة ويقل الحساب
* ومن الظلم الخفي استقلال النعمة وعدم تفديرها كما ينبغي لها(فقالوا ربنا
باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق)
* ومن الظُلم الخفي تكلف التأويلات لأكل الأموال ، وهذا هو الباطل الذي قال
الله عنه(ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا)
* ومن الظلم الخفي ترك الاعتبار بتجارب السابقين مع قوله تعالى( فاعتبروا
يا أولي الأبصار)ويزداد القصور حين تكون التجارب قريبة العهد حاضرة الأثر
* ومن الظلم الخفي صنع المشاجب لتعليق الأخطاء عليها والحق أن الأخطاء
تُحمل على العواتق لتدفن في الأرض لا لتحيا على رؤوس المشاجب
* ومن الظلم الخفي سعي المرء لحظ نفسه وهو يُظهر للناس أنه يسعى لحظهم وهذا
من أخفى أنواع الظلم وأخطرها وأعسرها في المعالجة والاجتناب
* ومن الظلم الخفي ظن المرء أن أثر معصيته غير متعد إلى غيره.
أنهلك وفينا الصالحون ؟
(نعم إذا كثر الخبث)
* ومن الظلم الظاهر الغيبة والنميمة والهمز واللمز ، ومن الظلم الخفي فعل
كل ذلك تحت لحاف ديني أو بيرق إصلاحي أو مظلة ناصحة
* وقد بلغ تغلغل الظلم الخفي في القلوب:أن الفجور في الخصومة وهي من صفات
المنافقين تُمَارس بتوسع تحت شعار الغيرة على الدين ونصرة الحق
* ومن الظلم الخفي طلب الدنيا بالدين ،والغضب للدنيا في صورة الغضب للدين،
وهذا أمر قلبي يخفى على الناس لكنه لا يخفى على الله فليتعاهد كلٌ قلبه
* طلب الدنيا ليس طلبَ المال وحسب بل طلبَ الجاه والشهرة والشهوة والمنصب
والأتباع وادٍّعاء السلامة عسير وإنما الاستعانة على النفوس بالله وحده.
* علاج الظلم الخفي فيما أمر الله به من الصبر والرفق والعلم والحلم
والأناة والورع ، وإذا امتزجت هذه مع الغيرة والديانة والإمانة تحقق العدل
|
|
|
|
|