|
إنٌَ الرجـال وإنْ قـلـٌتْ ، مَعَادنـها ذَهَبـاً --- عنـد الشدائد تطلبها في
الحال تلقـاهـا
تحـمـل إليـكَ الخـيـرَ أينمـا رحـلـت --- وتـذودَ عنكَ صِعاباً كنـتَ تخشاهـا
وتحـفـظُ لـك السـرٌَ ولا تُـفشـي بـهِ --- وتصونُ عِرضاً كَرِيماً فَضَحَـتهُ
أعداهـا
وتَبـقـى علـى العَهـدِ وإنْ كَانَ الحِمَامُ بـِهِ --- وَتَرفِـضُ الغَـدْرَ
وَلو فيه كان مَحياها
هــذهِ الـرجـالِ وإنْ صَنـٌفتـها ذهبـاً --- تَراهُ قليـلاً لِمـا فَعَـلَتـهُ
يُمْنَـاهـا
وأُخـرى رََأيتُكَ وَقَـدِ اكتويتَ بِحِقْدِهَـا --- فَيَمِيَنُهَا لَيْـتَها
شُلٌتْ وابتلـتْ عَـيْناهـا
فـالحـرٌُ يَبْقـَى ولَوْ قَـلـٌتْ مَـوَارِدُهُ --- وَإنْ حَدَثَتْهُ النفسُ
يَوْماً بالنصحِ أسداهـا
وإنْ شكتـهُ النَفْسُ جـوعاً نَهَرتْـهُ عِـفَـتُهُ --- بِكِسْرَةِ خُبْـزٍ
عـَنِ السُـؤالِ غنـاهـا
فالنفـسُ بِالعـِزَّةِ إنْ عـَلـَتْ وسـَمـَتْ --- فـلا تُهـانُ ، ولا حـدٌُ
مَـداهــا
وإن أَغَـراكَ ذُو لُـؤْمٍ فـي مَنـاقـبـهِ --- وأغدقَ عليك وعوداً ما أجمَلَها
وأحلاهـا
فتَـرَى وُعُـودَهُ سَـرَابـاً حِيـنَ تَطْلِبُـها --- وما مَنَـٌاكَ فيـه
,فَقَـد لِلنَّاسِ منـٌاهـا
فالنـاسُ صِنْـفَـانٌٍ مَا لهـم مِنْ ثـالـثٍ --- صِنفّ كريـمّ، وثانيـهما
اللـؤمُ أغواهـا
فاحـذ رْ كريـماً إذا مـا عَضـته فاقَـتُهُ --- واحـذ رْ لئيماً إنْ الدنيا
أَغْنَتْهُ عَطَـايَاها
ولا تُعْطِـ وعـوداً لـستَ بفـاعـلها --- ولا تَبِنِ قُصـوراً تُهْـدَم
زَوَايـَاهَـا
فاصْـدِقَ القَـوْلَ ولا تَخْشَ عـَوَاقِـبَهُ --- وَاتْبَـعِ الحَـقَّ
وَاهْجُرْ مَا للنفس تَهْوَاهَـا
ولا تَقُـل للمُـرٌٍ مـذاقـهُ عَـَسلّ --- ولا لِلِذئبِ شَاةّ ولو دَرّ َكما
تَـدرُّ َثَدْيـاها
واخـتـرْ لِـنَفْسِكََ نَهْجـاً أنتَ تَـرَغَبُـهُ --- ولا تمشِ طريقـاً يوماً
ما كنتَ تـرضاها
فإنّك إذا ذَكَرْتَ كريـماً رَأيتَ الـناسَ تَحْمِـدهُ --- وإذا ذَكَرْتَ
لئيماً أشاحتْ بِالكُرْهِ عينـاها
عبد القادر اللبان (لندن) 10-07-2001