|
بكينـا على أطـلالٍ اضمحلَّت بـَلَتْ --- وعلى أمجـادٍ غابت عنا وعـفـت
أيـن أنـتَ مـن عـهـدٍ مضـى --- وأيامٍ لأجـدادٍ لنـا بالعـزٌِ عـلـت
فيهـا لقـد جابـوا البـلاد بقــوة --- دخلـوا القـلاعَ بهـيـبـةٍ ومحبـةٍ
نشروا الأمان على الورى بعزيمـةٍ --- والسلامُ عـمٌَ فيها والحضارة أينعت
علموٌا أبناءَهم أدَبَ التَحَدُثِ والكـلام --- زرعـوا فيهم روحَ المحبةِ
والوئام
وأوصوهم بِأَنْ يتمسكوا بأهدابِ السلام --- دُونَ هدْرٍ للكرامة مَهَمَا قلت
أوْ دَنَـت
**********
أَبْنَاءُ طـارق جـدكم جاب البحـار --- بشبـابٍ صغارِ لهـم أحـلامّ كـبـار
حرقوا المراكب, واللـه أكبر لا فرار --- وجيوش الإفرنج الديار منهم أقفرت
خلافتك كانت فتوحـات يا عثـمـان --- رايةُ الإسلامِ خفقت في كـلِ مكان
من إفريقية، للعجم،والهند أفغانستان --- والبحار َخضتها والأعداء بالدماءِ
تسربلت
بـذلـوا الغاليَ والنفيسَ لتبقى سيـدًا --- عاليَ الهامِ عزيـزاً وللكرامِ
مؤيـدًا
وتكون للضعيف والمظلومِ عوناً وساعداً --- حتى ولو صناديـدُ الرجـالِ تخاذلت
**********
لكنـكـم خنـتمَ ولـم توفوا بالعهودِ --- ولم تقـووا على تصدِ أو صمـود
فضعفـتم وفرطتم بما صنعوا الجدود --- وعدوى الهزيمة فشت فيكم وسرت
بـدأت النـكسـاتُ في غـزوِ التـتار --- فجاسـوا دياركم بجيشٍ لهم جرٌار
ذبحـٌوا أطفـالَكم في وضـحِ النهـار --- وبزوالِ ملككم الدنيا قـد نعـت
وبعدها توالى التشرذم فيكم والتخـاذل --- واندحاركمُ في كلِ المواقع في تواصل
وأصبح المسلمون في انحسار وتآكل --- وأعداءُ الدين عاشوا في تَشَفٍ وشَمَت
فسخّر الله جنداً من المماليك والغلمان --- فنـادوا وإسـلاماه" في كلِ مكـان
وقاتل المسلمون في صمود بأظافرٍ وبنان --- وأعداء الدين أصبحوا في اندحارِ وشتت
**********
غزانا الإفرنـج بعدها ودخلوا قدسـنا --- ودنسوا أرضَ الرسالات ومسرى نبينا
قتٌلوا فيها وشٌردوا واستباحوا عرضنا --- وعلينا الجبابرةُ منهم قـد بغَـت
فتصدٌى لهـم البطل صلاح الدين --- بقـوةٍ وإيمانٍ وعـزمٍ لا يليـن
فهدرَ وزأرَ ونادى لطرد الصليبيين --- فجيوشهم اندحرت مـن حيث أتـت
وبعدها، تشرذمتم، فصرت فرقاً وشيعاً --- وأصبحتم كلكم هدفاً للعـدو ومطمعاً
وبلادكم الغالية للغازين باتت مرتعـاً --- وشعوبكم،رؤوسها للأوباش نكست ولَوت
**********
وفي القريب القريب جاءتنا إسرائيل --- تغتصب وتستعين بكل خائنٍ وعميل
الفلسطيني طردته ونعته مُخَرٌِبا ًودَخيل --- وعيون العالم عنها نامت وعن الحقِ
عمت
فشـتِ الخيانـةُ والـعمالةُ فيكم --- ورخصتـم والكـرامة هانت عليكم
وتشرذتم ولم يعـد وطـن لديكم --- وبئتـم مـن اللـه بغضبٍ ومَقَت
فـغدوتـم للعـدوِ سـداً وغطـاء --- فَقَتّـلَ إخوانَكم بدونِ وجَلٍ أو حياء
ومنع عنهم وصول الطبابةِ والدَواء --- والنخـوةُ من رؤوسكم والله خلـت
**********
أتعلمون أنٌَ الكأس يوماً عليكم ستدور --- وستُشرٌدون غَداً من المنازلِ
والقصور
وستَلْقَـوْنَ المهانةَ على مرٌِ العصور --- وستَـرَوْنَ كرامتكم من العلياء
هوت
فكفاكم يا عـرب أفيقـوا من السبـات --- وتوحـدوا وتجمعوا من بعد الشتات
وصولوا على الأعـداء كَصقورٍ بثبات --- كما الأجداد بالعزٌ وبالمجـد سمـت
فـدربـنـا للكفـاحِ دربّ طويـل --- لا وقـت فيـهِ لبكـاءٍ وعويـل
ولو قضينـا فيه جيـلاً بعـدَ جيـل --- ومن دمائنا والله الأرض ارتـوت
**********
سنعيـد مـا فـقدنـاه بعـون اللـه --- كرامتنا,وقدسنا وسنستميت في حماه
وحقنا المغتصب لا نبغـي سـواه --- ولو لقتالنا الجـنُ والإنسُ سـعـت
مُت كريماً في ظلٌ المدافع والبنادق --- ولا تعـشْ ذليلاً في قصورٍ وسُرادقْ
واقتحم ولا تخشَ المنايا والفيالـق --- واضرب وقاتـل فالنصرُ لمن ثبت
والله سيأتي النصرُ في يومٍ قريـب --- وسيحتفـل فيه كلُ خِـلٌٍ وحبيـب
وشمسُ الحق ستسطعُ ولا تَغَيب --- وعتمة الظلـمِ مـع الليـلِ غـدت
ستـرى الأعلام فيه تعـلو والبنـود --- ورايـةَ الإسلامِ تخفـق في صُعـود
وتُفتحُ فيه كـل المنافـذ والحـدود --- وعدالةُ الرحمانِ عمٌتْ وبالحقِ قضت
**********
عبد القادر اللبَّان 14-07-2001