|
يا مـن بنيت في أَرضِ غَيركَ للغِنى --- زَرعـتَ شَهْـدًا فَجَاء غَيرك
فَجَنى
ضَيَّعتَ عُمرًا في صباكَ تَعُدَّهُم لك ملجأً --- في عُسْرَةٍ فَإِذَا بِهِم
صاروا لِغيركَ مُقتنى
شَيَّدت بالآمال قصرًا عاليًـا فَحَسِبته --- صَرْحًا فَوَجدته وَهْمًا من
خَيَالٍ فَهَوى
عَانَيتَ مـن صَرْفِ الزَمَان هَوَانـَه --- وَلَعَقْـتَ من مَرَارتـه لَحَـدَّ
المُنْتَهَى
فَلاَ تُجْهِد النَفْسَ بالعـتـاب تَلُومها --- فَالدَهْرُ من طبعه دائمًا عـدم
الوفـا
واقنع بقليل حظٍ من الحياة وليس بوافرٍ --- ولاَ تطمع بعـزٍّ قد تلاشى في
الهـوا
فَأَنـْتَ كَضَيْفٍ في ديـارٍ غـَريبـةٍ --- عَـزَّ الرِفاق بهـا وَضَـاعَ
المُرْتَجَـى
فَلاَ تَطْلـبِ مـنْ غَيْـرِ رَبِّـكَ مِنَّـةً --- وَلاَ تَهُنْ فَالشَكْوى
لِغَيْرِهِ تَذْهَب سُـدى
تَجَلَّـد وَلاَ تَذعَـنْ للمَهَـانَةِ واصْطَبِر --- فَالنَسْرُ أَحْيَانـًا
يَقـع من أَعلى سَمـا
وَالمُؤمنُ لاَ يُلْدَغُ مِنْ جُحْرٍ إِلاَّ مَـرَةً --- وَلاَ يُظْهِرُ
ضَيْمَهُ ما خُفِيَ مِنهُ أَو بَـدَا
فَلاَ تَمُـت إِلاَّ وَأَنْتَ في الحَيَاة مُكَـرَّمٌ --- فَالذُلُّ لاَ
يُبْعِـدُ عَنْكَ المَصَاعِـبَ والأَذَى
ولاَ تَشْتَهِ كـَأسَ الحَيـَاة بِذِلـَّةٍ --- بل تَجَرّع في العِـزِّ
صَبْـرًا وَعَلْـقـَمًا
كَـأْسُ الحَيـاةِ بـِذِلـِّةٍ تَبّـًا لَهـا --- وَبِعِزَّةٍ كَأْسُ الرَدَى
شَرَفٌ لنَا وَمُشْتَهَى
فَالحُرُّ يَمْضِي منَ الحَيَـاةِ وَيَنْتَهِـي --- وَذِكْرُهُ يَبقْـى رَمْـزا
للكَـرَامَةِ ومسكنا
&&&&&&
عبد القادر اللبَّان (لندن)25-07-2001