|
يـخـطـر طـيـفـكـم صبـاحَ مـساء --- يـنـادي عـلـيَّ فـلـبـيـت الـنـداء
ويَشــتـدٌَ بـيٌَ الـوجــدُ بليـلـي --- والـنـومُ يرحـلَ عن جفوني بـجـفـاء
فأكـتمُ الـضـيـمَ بـصـدري وأبـدو --- وكأنـي مُـنْـعَـمٌ بغبطــةٍ وصفــاء
ولكـن في الحقيقة أبـكـي ، بـد مـوعٍ --- تـهـطـل مــن عـيـونـي بسـخـاء
وزفــراتّ شـوقٍ تختـرقُ ضلـوعي --- فتـصـل آهـآتهـا جــوَ الـسمــاء
فَعَـبَـرةُ الحـزن أخـفـت مبسمـي --- وقـلبـي أخــذ يـخـفـق بـعـنــاء
أما تـَرى! طـائـرَ الـشـوقِ يـشـدو --- ويعـبـٌرُ عــن حـنـيـنـه بغـنــاء
أم الـنـجــمَ بالـسمـاء يـعـانــي --- مـن الـسهـرِ فـيـأتــي بـضـيــاء
أو الـوردة التـي تـخـفـي جـراحـاً --- فـتعـطـي طيـبـاً وعـبـيـراً بـذكـاء
أو الغريـبَ كالسجيـن بظـلمـةِ الليـل --- يبكـي ويـدعــو لـربٌــه بـخـفــاء
تُـُـرى أما كـل هــذا حـقـيـقــة --- أم أنَّهُ مـحــضُ كــذبٍ وافــتــراء
فـكـنـت أنـا وهــؤلاء جـمـيـعـاً --- فــي المـعـانـاة ســواءً بـســواء
ولـمـٌا اشـتـدٌت عـلـيٌَ لـوعـتي --- وشـعـرت بـنـارٍ بـضلـوعي واكتـواء
ذهـبـتُ إلـى طـبـيـبٍ حــاذقٍ --- أرتـجـي مـنـه عـلاجــاً وشـفــاء
فبحـث في المـراجـع عـنـده فـلـم --- يـجــدْ أمـلاً لـعـلـتـٌـي ودواء
فسألنـي هـل لـكَ أحبـة فارقـتهـم ؟ --- فـقـلـت نـعـم وأشـعـرُ بـشـقـاء
فـبـدت عـلـى أسـاريـره فـرحـة --- وقـــال ، مــا بــكَ أيٌُ داء
عـلـتــك تكـمـن فِيـكَ ، فَـعُــدْ --- لأحـبـابـك ، تنـعـمُ بـسعـادةٍ
وهـنـاء
عبد القادراللبَّان(لندن)