في مِحْرابِ التاريخِ
الأستاذ محمَّد عيسى اليوسف
دَمْعُ العُروبَةِ في الخُطُوبِ هَتُونُ** فمَتى يُكَفْكَفُ دَمْعُها المَحْزونُ ؟! أَنَّى و حُرَّاسُ الظَّلامِ بِسَاحِها** و القَيدُ فَوْقَ العُنْقِ و السِّكينُ ؟! تبكي و يَعْتَصرُ الأَسى تَاريخَها** عَاثتْ بِرَمْزِ جَلالهِِ صهيونُ أَيُغَضُّ بَعْضُ الطَّرْفِ عَنْ آلامِها** وَ يُخَانُ عَهْدُ أُخُوَّةٍ و يَهُونُ ؟! قَدْ عَادَ هُولاكُوبِسَيْفٍ سَلَّهُ** بُوشٌ و لُؤْمُ سِنَانِهِ شَارونُ الفِكْرُ حُرٌّ لا يُغَلُّ بِبَطْشَةٍ** لكنَّما جَلاّدُهُ المَسْجُونُ وَ الفِكرُ مِنْ وَمْضِ السيوف مَضَاؤهُ** و كِلاهُما في النَّائباتِ يًقِينُ الشِّعرُ مِنْ غَضَبِ الجِراحِ نَزيفُهُ** لا مَا ارتضَتْ عَفْراءُ أَو مَيسُونُ غَضَبي المِدَادُ.. وَ أحَرُّ مِنْ سُعُرٍ وَ لَنْ** يُطفي السَّعيرَ مُغَامِرٌ مَجْنُونُ إنْ لَم تَكُنْ في الشِّعرِ أَجْنِحَةُ اللَّظَى** لا كَانَ شِعرٌ أَجْوَفٌ مَوْزُونُ فَكأنَّني بالبِيدِ ما ازْدَهَرتْ بها** قِيَمُ الكِرامِ وَ طَالعٌ مَيْمُونُ وَ الصَّافِنَاتُ كَأَنَّها مَا أسْرِجَتْ** أو هَلَّلتْ لهُدَى الفُتُوح حُزُونُ ! و كأنَّ عُقْبَةَ لم يَخُضْ مَاءً و لَمْ**تُرْكَبْ إلى ثَبَجِ المُحيطِ سَفِينُ ؟! هَلْ عَزَّ فِينا شِبْهُ (عَمروٍ) إذْ هَوَتْ** فِينا المُرُوءَةُ وَ اسْتُبيحَ عَرِينُ ؟ ! فمَتَى تُطِلُّ (بخَالدٍ) رَاياتُهُ ؟** وَ مَتَى يَعُودُ لسَاحِنا المَأْمونُ ؟ وَ مَتَى يَعُودُ بِذي الفِقَارِ فَوارِسٌ** سَئِمَتْ مُلازَمةَ السُّيوفِ جُفُونُ يَا قُدْسُ ! يَا مَسْرى النَّبيِّ ! اسْتبَْشِري** فَلَسَوفَ تُطْوَى عَنْ رُبَاكِ شُجُونُ سَتَعُودُ لِلأَقْصَى فَيَالِقُ نَصْرِهِ** تُصْغي إلى وَقْعِ الخُطَا (حِطِّينُ) وَ تُعَانِقُ (اليَرْمُوكُ) عِزَّ زُحُوفِنا** وَ تَتِيهُ في السَّاحاتِ (أَجنادينُ) سَيُردِّدُ التَّاريخُ (إنَّا أُمَّةٌ** كُنَّا وَ خَيرَ النَّاسِ سَوفَ نَكُونُ) ***