فلــــُّوجـــة الــعــَزَمات
هـــَشَّ ثـــراكِ *** طَـــــرَباً إلـــى مــا أنشــــــدتْه خُــطاكِ
أشـعــلْتِ قــــافيـةَ الإبـــاءِ فـــلم يَـعــُدْ *** للشـــعـــر
فيــــنا مـــوقـــعٌ لـــــولاكِ
وفتــحـــت نافــذةَ الجـــهاد فأشـــرقتْ *** منــــها عـلـــى أرض
العــــراقِ رُؤاكِ
فلُّــوجــــةَ الــهِـــمم الكبيـــرةِ، هـكــذا *** رســـــمتْ لــــنا
طــــُرُقَ العُلا قـَدَماكِ
لمَّا ســـرى المـحتــلُّ فــي جنح الدُّجى *** مــــــا كــــان
يــعــلــم أنــَّه سيـــراكِ
هــو لا يــرى فـي البحــر إلا وجــــهَه *** متنـــاســـياً مــا فـــيه
مـــن أســــماكِ
أعمـــاه ســِرْبُ الطــائراتِ فـــما رأى *** ما فــــي الفضــــاءِ
الــرَّحْب من أفلاكِ
وَهـــِمَ العــدوُّ، فسار في طــرق الرَّدى ***وغـــــزاه جيــــشُ
الــذُّلِّ حين غــَزَاكِ
لم يـــــــــدرك الــمـحتــلُّ أنَّ ريــاحــَه *** ســــاقـت سفــائنَه
بكــــفِّ هَــــــــلاكِ
لكـــأننــــي بالــــرِّيـح تـــــحملـه إلــى *** وادٍ
ســـحــــيـــــــــــقٍ، كــلَّــمـا آذاك
فلــــُّوجةَ العــَزَمـــاتِ، تكـفـي وقـفـــةٌ *** كشــــفتْ قنــــاعَ
الظـــالــــمِ الأفــــَّاكِ
إنـــا لَتـــــُؤْلمـــنا دمــــــاؤكِ حـينـــما *** تجــــري بــلا
حـــــقٍّ، ونـــارُ أســاكِ
ويكــاد يحــرقنا لـهـــيــبُ جـــراحـــنا *** ولـــظــى الـمـدامـــع
حيـنــــما نلـــقاكِ
ونـــرى مــن الغاراتِ صـورةَ ما نرى *** في غـــــزَّةٍ مــــن قصفـــــها
الفـــتَّاكِ
ســهــمٌ مــن الإرهـاب أســودُ قـــــاتمٌ *** في ظُلــــْمةِ اللــــيلِ
البهــــيمِ رمـــــاكِ
صنفـــــانِ مـــن أتـــباع إبلـيسَ الذي *** ما زال يـــعــــصي مــــالكَ
الأمـــــلاكِ
لا يـــرحمــــون نــــداءَ شيــــخٍ واهنٍ *** وصُـــــراخَ أرمــــلةٍ،
وطـــفـــلٍ بـاكي
واللهِ، لــــو وجــــدوا تــــآلُفَ أمتـــي *** ســــَدّاً، لــما
سلبــــوكِ قـَطـــْرَ نـــَداكِ
وجــــدوا الطــريقَ ممــهَّداً فتقدَّمــــوا *** حـــــتى أشــــارت
بالـــوقـــوفِ يـَداكِ
حّدَّثْتــــِهم بحـــديثِ مـــَنْ لا يبـتــــغي *** حــــــرباً، فما
فهــــموا حـــديثَ حِجاكِ
فــــوقَفْتِ وقـــفةَ مـــَنْ يصـُدُّ عــــدوَّه *** عــــن داره،
وحميـــتِ مـــنه ســــناكِ
أوَّاه يا فلــــــُّوجــةَ العـــَزَمــــاتِ مــن *** قـــــومٍ يــرونَ
البُـــؤْسَ حين طـــواكِ
وَهَــنَتْ عـــزائمـهـــم فأشجـــع فارسٍ *** فيــــــهم، نـــــهاه
المـعـــتدي فنـــهاكِ
ما زال يشـــرب كـــأسَ ذُلٍّ، لـــو رأى *** مــنكِ القبــــولَ
بشُــــرْبــها لســـــقاكِ
أوَّاه منـهــم يشــرحــون صـــــدورَهم *** فَرَحــــاً بلُــقْيا مـــن
يَـهــــُزُّ حـِمــــاكِ
يتغافـــلون، كـمــــن يغمــِّض عيـــــنه *** ويسيـــر فـــي الأحـجــار
والأشــــواكِ
فكأنــــهم لـــــم يُبصــروكِ جـــريـــحةً *** وكــــــأنهـــم لــم
يسـمـعــوا شكـــواكِ
ما زال فيـهــم مــن يــرى في المعتدي *** أمـــــلاً، فإنـــكِ فـــي
الهــوى وشراكِ
فلــُّوجــةَ العَــزَمــاتِ لســـتِ رخيــصةً *** فجـهادُكِ المـيمــــون
قـــد أغــــــــلاكِ
أنا مـــــا دعـــــوتُكِ يا أبيــَّةُ، إنـــــما *** صــــدقُ المـحـــبة
فــي الفــؤاد دعـاكِ
لا تيـــــأســـــي، فـــــلرُبَّ يـــومٍ قـادمٍ *** بالـــنَّصر،
تبــــصـــر فجـــرَه عيــناكِ
|