| 
        
		هل بعد هذا العيش من عيشٍ *** أو بعد هذا الموت من أوبه  
		أوَ بعد طيِّ في الثرى زمناً *** هل يا ترى لا بـدّ من هبّـه  
		أيعـود حـيـاً بعـد رمـّتـه ! *** ويؤوب حقّاً بعد ذي الغيبه  
		ويشب فوق الأرض منتبهاً *** عُريانَ غُـرلاً قـد سلا ثوبه  
		يمضي لأرض الحشر مرتعشاً *** خزيانَ يحمل خائفاً ذنْبَـه  
		يسعى ، ويحمل ما جناه وما *** إن كان أغضب ساهياً- ربّه  
		ويلاه من غضب المليك إذا *** كـان الفسادُ مرافقـاً دربـه  
		ويلاه إن ضلّ الطريق وإن *** ذاق الحِمام ولم يحز توبـه  
		أوْ كان من أهل الهوى فلـه *** في النار من أمثاله صحبه  
		يهوي بهم في قعرها دهراً *** وعليهـمُ قـد ضُبّـِبَتْ ضبَّـه  
		********  
		أما إذا كـان الهُـدى هَـدْيَـه *** والخيُر من بعد الهُدى دأبه  
		ورضاءُ رب الكون غايتَـه *** والمصطفى من بعده حِبّـَه  
		وحيـاتـه طهـرٌ ومكرُمـَـةٌ *** وأماطَ عن مستضعفٍ كربه  
		وألان من خُـلُـقٍ جوانـبَـه *** وحنـا، وأصفى قـومَه حُـبّـَه  
		وبـقـلبـه تسـري مـودتهـم *** ولنُصحهـم يسعى بلا خَبّـه  
		وحياتـه تطبيـق شـرعتـه *** يدعو لها باللطف والدربـه  
		فإذا التـقى الـرحمنَ بـوّأه *** جـنـاتِ عـدنٍ ذُفـرةِ التربه  
		قيعانها مسك ، وخضرتها *** ملء العيون تُميلُها الرغبة  
		والحورُ نِعْمَ الحورُ صوّرها *** رب العـبـاد لعـبـده حَـبـّـه  
		فيها السرور مواكباً سعدَه *** والفضل دفّاقاً جرى صَوْبَه  
		وإذا المُنى تأتيه عن رَغَبٍ *** ولنَيْـلِ هذا قـد وَرَى زَنْـدَه  
		ولمثـْل هـذا جـدّ ذو هـمـمٍ *** من جـدّ وافى دائماً قصْدَه  
		يا فرْحَه إذ صار في خُـلُـدٍ .. *** والخلـدُ مأوى باذلٍ جهـدَه 
		 
		
		 
  
       |