الحمد لله الذي بجلاله
فرد تعالى الله ذو الإحسان
ثم الصلاة على الحبيب محمد
هو ذا بشير الحق والفرقان
هو ذا نذير للورى من إنسـ
ـهم أو جنهم هو رحمة الأكوان
هذا بيان في الدعاء وإنني
أبغي ثواب الواحد المنان
فضل الدعاء وأجره لعظيم
وبه كمال الذل للرحمن
وله كبير منافع آثارها
في هذه الدنيا عظيم الشان
وله عظيم فوائد وبيانها
في محكم التنزيل والقرآن
بدعائه الرحمن يأمر عبده
ويجيب من يدعوه بالإحسان
فإذا سألت فاسأل الرحمن
وبه استعن في السر والإعلان
واحذر بأن تترك سبيل دعائه
كبر ولا تستصغرن من شان
الله يغضب إن تركت سؤاله
كلا ولا يرضى عن العصيان
ودعائك الرحمن مخ عبادة
هو ذا كلام المصطفى العدنان
وبيانه أن الذي يدعو الإله
بيقين ملك الله للأكوان
مستسلم في أمره ومفوض
لمشيئة الرحمن ذي السلطان
هو ذا الدعاء عبادة بل إنها
حصن حصين محكم البنيان
وادعوا بسر للإله تضرع
لا تعتدي تفضي إلى خسران
لا تسأل الرحمن أي محرم
أو تبتغي عون على عصيان
أيقن بقرب الله قرب إجابة
الله أكبر أن يرد يدان
لا تغفلن فالله ليس بغافل
لا تعجلن فالله ذو إحسان
لله في هذا الزمان مواسم
يعطي بلا خوف من النقصان
ادعوا فرب دقائق تدعوا بها
تلقى السعادة سائر الأزمان
لا تحسدن أخاك وهو منعم
أتريد نقصان على الإيمان
الله ينهى إن تمنى عبده
حسد ويحمد غبطة الإخوان
ولتسأل الرحمن كل فضيلة
لا تقللن من دعوة الرحمن
الله يرضى إن تطيل دعائه
أكثر فتلقى جنة الرضوان
إن يعرض الرحمن عنك فلا تقل
قد كنت في بعد وفي عصيان
أتراه يقبل دعوتي ؟ أو ما علمت
الله يستحيي يرد يدان
ودعائك الرحمن يفتح رحمة
ويرد كل بلية وهوان
إن الدعاء عماد دين إنه
نور أكوان سلاح إيمان
ولتسأل الرحمن دون تواكل
ذهب وكسل ليس يجتمعان
دأب الهداة الرسل كلهم الدعاء
دعاء رب الكون ذو الإحسان
فلأنه الرحمن رب مالك
ولأنك العبد الفقير الفاني
ادعوه فالكل إليه بحاجة
واستغني بالله عن الأكوان
|