|
السؤال :
لقد سمعت بعض القصص السيئة عن عبد الوهاب وكيف خزى الإسلام . ما رأيك فيه ؟
الجواب :
الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله - وإذا أردنا التعريف به فإنا لن نجد من
يعرفنا بالرجل مثل تعريفه هو بنفسه ؛ وذلك أن الرجل من الناس إذا تباينت كلمات
الناس فيه بالمدح أو القدح فإنه يُنظر إلى كلامه في مؤلفاته وكتبه ، وينظر فيما
صح من المنقول عنه ، ثم يُوزن ذلك كله بميزان الكتاب والسنة .
ومما قاله الشيخ
محمد بن عبدالوهاب رحمه الله معرِّفا بنفسه :" أُخبركم أني - ولله الحمد -
عقيدتي وديني الذي أدين الله به : مذهب أهل السنة والجماعة الذي عليه أئمة
المسلمين ، مثل الأئمة الأربعة وأتباعهم إلى يوم القيامة ؛ لكني بينت للناس إخلاص
الدين لله ، ونهيتهم عن دعوة الأنبياء والأموات من الصالحين وغيرهم ، وعن إشراكهم
في ما يعبد الله به من الذبح والنذر والتوكل والسجود وغير ذلك مما هو حق الله
الذي لا يشركه فيه ملك مقرب و لا نبي مرسل ، وهو الذي دعت إليه الرسل من أولهم
إلى آخرهم ، وهو الذي عليه أهل السنة والجماعة .
وأنا صاحب منصب في قريتي ، مسموع الكلمة ، فأنكر هذا بعض الرؤساء لكونه خالف عادة
نشؤوا عليها . وأيضا ألزمت من تحت يدي بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وغير ذلك من
فرائض الله ، ونهيتهم عن الربا وشرب المسكر ، وأنواع من المنكرات ،فلم يمكن
الرؤساء القدح في هذا وعيبه لكونه مستحسنا عند العوام ، فجعلوا قدحهم وعداوتهم في
ما آمر به من التوحيد ، وما نهيتهم عنه من الشرك ، ولبَّسوا على العوام أن هذا
خلاف ما عليه الناس ، وكبرت الفتنة جدا ..." انتهى المقصود منه من الدرر السنية :
1/64-65 ،79-80 .
والمنصف إذا اطلع على كتب هذا الرجل علم أنه من الداعين إلى الله على بصيرة ،
وأنه قد تحمل الصعوبات والمشاق الكثيرة في سبيل إرجاع الإسلام إلى صورته الصافية
النقية ، التي تبدلت كثيرا في عصره . وأنه بسبب مخالفته لأهواء الكبراء والمطاعين
ألّب عليه هؤلاء الغوغاء والعامة لتسلم لهم دنياهم ، وتسلم لهم مناصبهم وعوائدهم
.
وأنا أدعوك أخي السائل أن لا تكون إمعة معتمدا على غيرك فيما تسمع وتعتقد ، وإنما
كن طالبا للحق مدافعا عنه مهما يكن القائل به ، وأدعوك إلى مجانبة الباطل والخطأ
مهما يكن قائله . وعليه فلو أنك اطلعت على كتاب من كتب الشيخ - رحمه الله - وأرشح
لك ( كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد ) لعلمت مقدار علم الشيخ ، ومدى
أهمية دعوته ، وحجم المغالطات والافتراءات المختلقة عليه.
ويمكنك مراجعة بعض المغالطات المفتراة على الشيخ ومعرفة الجواب عنها على هذا
الرابط للغة الانجليزية وهذا الرابط
للغة العربية .
وأهم من ذلك كله أدعوك إلى تدبر القرآن والسنة ، وسؤال الثقات من أهل العلم عن ما
أشكل عليك منهما ، واحذر من اتباع الأهواء المختلفة ، والشرك بجميع صوره . فإذا
فعلت ذلك فلا عليك إن علمت أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - كان مصيبا
أم مخطئا .واعلم أن أعراض المسلمين يحرم الكلام فيها على وجه التنقص ولو كان
الكلام حقا ، فكيف إذا كان كلاما غلطا .
وفقنا الله وإياك لاتباع الهدى ودين الحق ، وأخذ بنواصينا لما يحب ويرضى .
والله أعلم ..
المصدر : الإسلام سؤال وجواب